إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

نشوةُ الهوَى، بقلم :حمزة يوسف تيم

 نشوةُ الهوَى


وفي إحدَى اللَّيالي الحالِكة، وبَينما شُعاعُ النجمِ على قَمَري الزّاهِقِ؛ أُلَحِنُ له عُودًا مِنَ الكَمانِ يتَنَغمُ. 


إلتفتَتْ لي وتَجانسَ بَصرُها بلَهفتِها، لم أرَها، وبِلَمسةٍ من راحةِ يدِها الناعمِ على خَدي؛ فانتفَضتُ!

إقتَبستُها مَعي في شَمسِ الفُرقانِ إلى مدينةٍ يملؤها  الحُبُ تَشبعًا، زهرُ الأقحوانِ الذي يُشبهُهَا يتلألأُ في أعيُنِنا، إني أرى طائرَ الباتروسِ في لؤلؤِها.

تتمايلُ بين أشجارِ الكرزِ كأنها نبَتَتْ بينهم كَغصنٍ أخضرِ، على تلةِ ما يوجدُ كوخًا صَغيرًا يتطايرُ منه دخانٌ ذو أريجٍ يملؤُه الحُبُّ والسّلام، جَلسنا عَلى الكرسيّ القديمِ نشربُ كوبًا من الشايِّ بالنَّعنَاع، فأخذتُ أحتَسي تفاصيلَ وجهَهَا الفاتِن، فَرشَفتُ مِنهُ بِلَثمَةٍ.

أصبحتْ السماءُ تبتسمُ لنا، وتبعثُ لنا وابلٍ من الألحانِ في حَضرتنا، سَحَبتْ يَدايَّ عنِ الطاولةِ ووقفتْ بِنَا تحتَ رَذاذِ الغيث؛ لِترقَصَ مَعي على نَغماتِ المَطرِ، خُصلِ شَعرِها المُبللِ يَخطِفُ عمقَ فؤادي.

لقد غَلبها النعاسُ في طريقِ العودةِ؛ فأسكنَتْ رأسَها على كَتفي كطفلٍ بريءٍ هامَ على صدرِ أمهِ.

سَرقتُ من أجفانِها نظرةً وكفيَ بكَفها الدافِىءُ مغمورٌ، وقلتُ في نفسي على النافذةِ، ما دامَ جَسدُنا هذا يتكونُ من روحٍ واحدَة؛ سأجعلُ إشراقَتُكِ تتوهجُ نورًافي عَرَاء، فهنيئًا لكِ جَسدي. 



إرسال تعليق

1 تعليقات