فِطام
مريرة للغاية هذه السنوات، فكيف للإنسان أن يصبر على مرورها، و عجبي من بعض الأقوام القُدامى؛ إذ عاشوا عمُرًا ناهز مئاتًا من سنين، أيُّ نوعٍ عاشوا من الآلام.
لقد أتممت ثلاثة و عشرين عامًا، و لا أرغب برابعة و عشرين، فلي عقلٌ ملول يَكره الوجود، سلبيٌّ لأبعد حدٍّ، و أرى أن العالم بحقيقته كالأُخدود، و لا يحتاج فهم بشاعته لبذل أيِّ جُهد، و عقلي يتصرَّف ضدِّي، فهو يزيد تأكيدًا على ذلك التَّحدّي، فيزداد كرهي له و لهذا العالم، و أكره أن أكون محكومًا بأمره و معتقداته، إنّه جلمودٌ لا أستطيع تجاوز أوامره، فبأمرٍ منهُ يُشعِرَني إكراهًا أنني موجود.
دعك منّي أرجوك، إنَّ فكرةَ الأربعةٍ و عشرين عامًا أو لربّما أكثر، تُشعرني بالغثيان! لا تزِد في ذلك عليّ، فأنا لا أرغب بالمزيد من التَْحدّي، و من التفكير.
فيوحي إليّ دون اكتراثٍ بي، بأكثر الأفكار فضاعةً، أنْ إذا ما وصلتَ إلى الستّين من الأعوام، سأبقيك عند سنواتي الأولى؛ أندُبُ لك ألَمَ الفِطام!
#
0 تعليقات