خيبة روح
مقهى عتيق، ليله باردة مع تساقط طفيف للمطر ،أحتسي قهوتي بكل برود، أشعل سيجارتي،سرقتني تضاريس المدينة بالنظر أليها ،الشارع مكتظ بالمارة تارة ويخلو تارة اخرة ، على الرصيف يجلس رجل مشرد ملتحفً أحزانه وذكرياته، الخدوش تظهر على ملابسه، تجاعيد وجهه لها حكاية مع ماضٍ أليم، عينيه تلتهمها الخيبه.
في البناية المقابلة بجوار النافذه تجلس فتاه تقرأ كتابا ، ملامحها جميله ك جمال المدينة القديمة ، شعرها أسود منسابُ على كتفيها، ذات عينين جميلتين لا أعلم من اي مجرة مقتبسات، لم أطل فالنظر أليها بسبب زوابع الأمطار ، الضباب تسيد المكان،وانتهت سهرتي قبل بدئها،انصرفتُ وعلي العودة في الليلة القادمة
اعتدت ذاك المقهى،الطاولة،المقعد كل ليله بنفس التوقيت من السادسة مساءً لغايه الثانية عشرة حين تقفيلة ،النافذه مغلقة،النور منطفئ، منذ ذاك اليوم والحيرة تشغلني،الفضول كاد يقتنلي، أستدعيت النادل وسألته عن الشقه، فأخبرني بأنها مستاجرة لوزارة السياحة، لزوار مدرج كولوسيم الروماني،المعالم الأثرية في مدينة روما القديمه، الخيبة بدأت تظهر علي، القلق،الخوف الذي اختلع جسدي ،الحظ لم يحالفني هذهِ المرة بعد، فـ قصتي أنتهت قبل أن تبدأ .
محمد الرتيمات
0 تعليقات