إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

كأن لا طعم للحياة، بقلم : خلود الجريري

 وكأنَ لا طعمَ للحياة  .. 


كم أصبحَ شيئاً مملاً أن نعيشَ أيامنا وكُلها تُشابه بعضها ، لا شيء جديد ، لا أخبارَ جيدة ، ولا شيء يجعلنا نفرح ، فقط نُكملُ يومنا بهدوء  ... 


نقضي معظم أيامنا بالنوم ، نهربُ من واقعنا ، نشتاق لكن لا لقاء ، نود أن نفرحَ ولو القليل لكن لا نفرح ... 


كم هو مؤلم أن نشعر وكأن شيئاً يُمزقنا منَ الداخل ، لكن لا نعلم ما هو ! 

أهو شعور ملل ؟ أم حزن ؟ لا نعلم وكأننا نتألم بدونَ سبب .. 


وشيءٌ يُشابه الموت ، أن يغادرَ معظمَ الأشخاص محطات حياتنا ، واحداً تلو الأخر ، رغم أننا إعتدنا وجودهم  ، حتى أننا لا نعرف سبب إنسحابهم ... 


بعضهم يُغادرون بدون سبب ويبتعدون بهدوء ؛ وبعضهم يغادرونَ للأسباب لا لها معنى ؛ 

وبعضهم تُجبرنا المواقف بالإبتعاد عنهم للضمان راحتنا ؛ وبعضهم يُغادرون رغماً عنهم حتى أننا لا نستطيع أن نُودعهم ... 


إعتدنا أشياء كنا نظنُ أننا لن نعتادها الظروف جبرتنا ، رغماً عنا أصبحنا نكره أشياء كنا نظنُ أننا لن نكرهها طيلة حياتنا ، وأحببنا أشياء كنا نظنُ أننا لن نحبها أبداً ... 


وكل شيء باتَ غريباً ، قد تحولت حياتنا إلى ممارسة يومية عادية لا شيء جديد فيها، وقد أصبحت قلوبنا لا تحتوي المشاعر أبداً ، قلوبنا قتلت الإحساس فيها ..... 


تعلمنا أن لا نشعرَ بأحد ، لأن لا أحد سيشعر بنا يوماً ، مهما بكينا ، مهما تألمنا ، لن يشعر أحد ، ولكي لا تُزعجنا مشاعرنا أيضاً دفناها إلى الأبد ، وأظنُ أنها لن تعود مجدداً ... 


قد أصبحت حياتنا باهتةً لا لون فيها ، بعضهم قد دمروا أشياء فينا ومارسوا حياتهم وكأنهم لم يقترفوا أي ذنب ، حقاً لا ضمير لهم ، قد دمروا تفاصيلاً صغيرة فينا ، لكن كانت تعني لنا الكثير والكثير ... 


يمكن القول بأننا أصبحنا مجرد أجساد فقط تقضي حوائجها لتعيش ... 


                     

إرسال تعليق

0 تعليقات