إلى أصحاب الكتمان ..
فعندما سِرتُ على أملِ البقاء ، لا أقصدُ ذلك البقاء الجسدي المُهمش الذي يَعُد بالنسبة ليَّ الآن كالملابس البالية التي تُريدُ فقط التخلُصَ منها في أقرب فرصة ممكنة ... بل أقصد ذلِكَ البقاءَ الروحي القلبي، تلك القطعة التي بحجمِ كَفِ اليد ما ذنبُها لتتحمل كل هذا العناء ؟!
فذلِكَ الِلسانُ توقفَ عن التحرُكِ كأنهُ أصبحَ مبروماً ب شيئاً آخر فَأُحكِمَ إِغلاقه، ورنينُ ذلكَ الصوتِ الذي كانَ يختَرِقُ أذُنايَ كُلَّ ليلةٍ أصبح معدوماً .. ما حالُ ذلكَ الصمتُ الذي أصبح مُتَكَرِراً كأنَهُ أُغلِقَ بقفلٍ ضاعَ مُفتاحه .. فالجديرُ بالذكرِ أنَ ذلكَ أصبحَ شيئاً "إنتحارياً" لكن بطريقة تختلف عن المُعتاد.. إلى متى سأبقى صامِتة أمامَ الأمورِ التي تُنزِفُني من الداخل.. كُنتُ في كُلِّ مرةٍ أبتسم وكأنَ شيئاً لم يكن لكن أسناني بانت على حقيقَتُها
فأصبحت مُهترِئة فكادت تُشبِهُ البيوتِ التي أهلكتها الحروب، وما حالُ ذلكَ الوجهِ الشاحب المائِلِ إلى الصفار، فلو سُمِحت لَهُ الفُرصةُ أن يُشارِكَ بأفلامِ الرُعبِ لحصلَ على المركزِ الأولِ لا محالة .. إلى هُنا وصلَ بِكَ الكتمان!!
فالكتمانُ يُميتُ الجسدَ قبلَ الروح ، فلا تسألني كيف حالي فأنا كطيرِ الكُماءِ مُعلَقٌ بينَ السماءِ والأرض والسماء أقرب .
هداية محمود الروسان
0 تعليقات