إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

سِجين، بقلم : فؤاد عبدالله الزعبي

 


رغبَتُكِ في الإنتحارِ بي ما هي إلّا عبَث، لا أحد يجرُؤ على ذلك، فليس مِنّا توّاقٌّ للموتِ و إن تمنّى بإلحاح؛ فأفّاكٌ أشَرِ مَن أصرَّ، و لو أمعَنتِ البَصَر، لوجَدتِ ما يجعلُكِ جريئةً على القفز هو الوشاح، الوشاح الذي ينتظر إلتقاطَكِ، الذي يجعَلُك آمِنةً مِن العواقِب، أنتِ تؤمنين تمامًا بأنّكِ ناجية من هذا السّقوط، لكن لا تَثِقي تمامَ الثِّقةِ بالظنون؛ أنتِ أعظَم مِن أن تسقُطي على وشاحٍ مُمزَّق.


 أما عن حالِ الإنتحارِ، فهو حماسٌ زائِد لقتلِ ألَمٍ ما، فالإنتحارُ رَغبَةٌ مجازيّة، و من أشكالِ الرغبات الإنتحارية؛ التّعلُّق بالأشخاصِ، أو الإنجذاب نحو وشاحٍ مُمزّق، و عن حالِ الوشاحِ، فهو لا يَصلُح إلّا لحَجبِ النّور، و لا يُنقِذُ من سقوطٍ وشاحٌ مثقوب، فلو استطاع لأنقَذَ نفسَه.

 

  دَعنا مِن الوشاحِ الآن، و الافكار العميقَة.


 أنا لا أخرُج مِن الظلامِ ما دُمتُ سأعودُ إليه، فلا شيءَ يستحقُّ المُغامَرَة، و لا لذّةَ بنصرٍ تَبِعاتُه خسارَة، ثِقوا بي ثقةً عمياء! أنا أعرِف هذا جيّدًا، فلا تَندفعوا لما ترغبون، الحياةُ قاسيّةٌ فعلًا.


  و من لا يلعن الظّلام؛ قد أحبّه، أحبّه بشغف، و بعد أن كان أكبرُ مخاوِفه، وجدَ الأمانَ بِه، فرمى الشّمعة، ولعن قائِل المقولَة.


  و تمهّل قبل أن تتبجّح في خلافِي، رويدَك! حاول أن تنام دون أن تُغمِضَ عينيك، لن تستطيع للنومِ طلبًا، فلو كانَت الظُلمَةُ تثيرُ الخوفَ، فلماذا لم تُخلق جفوننا شفّافَةً إذَن! فَمن أبسَط فوائِد الظُلمة؛ أنّها تجعلُنا نيامًا آمنين. 


فؤاد عبدالله الزعبي

إرسال تعليق

0 تعليقات