إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

ماهية الحياة، بقلم : الاء عبد الجبار كايد


ماهيةُ الحياةِ

-جِئتُكَ اليومَ يا صديقي و كُلّي شتات، لأخبركَ عن مُصابي لعلَّكَ رتبتني و أعدتَ لذاتي البهجةَ، ها أنا الآنَ هُنا أجالسُ نفسي و تجولُ في خاطري أفكارٌ عديدةٌ ليخُطّ بها قلمي نصوصًا، فتهبُ ريحٌ على أفكاري و تنتشلها آخذةً إياها إلى عالمٍ آخرٍ، لا يخلو من الهدوءِ، و أبقى أنا برفقةِ تلك الريح التي أحاطت فِكري و بضعًا من قلبي.

 يا لها من أيامٍ صعابٍ حطّت على قُلوبنا، أصابتنا شدادٌ دونَ أن نُدركَ، أرواحُنا تحتضرُ رُويدًا رُويدًا، قُلوبنا تُناجي ذاتها بالبقاء، و الحياةُ تستنزفُ منّا طاقتنا و تسرقُ منّا بهجتناو لا تستطيعُ إنهاءَ كربنا، أُتلفت أفئدتنا خلالَ ايامٍ قليلةٌ تعدُ على أصابع اليدِ، انطفى النورُ داخل أرواحنا حينَ سهونا عنها لثوانٍ، اختلفَ كُلُّ شيءٍ بليلةٍ و ضُحاها، و كأنّنا في صراعٍ مع الحياةِ للبقاءِ، و ما البقاءُ الا للأقوى، فهل عسانا نكونُ الأقوى هُنا؟

أنا مُرهقٌ يا رفيقي، أحتاجُ لبضعٍ من الطاقةِ لأتمامِ هذهِ المسيرةِ على أتمِّ وجهِ و لكسبِ هذهِ المعركةِ و الخروجِ منها بأقلِ الأضرارِ، فأنا أحاربُ وحدي هُنا و أواجهُ العالمَ أجمع بضحكاتٍ تُخفي الألمَ داخلي و قوةٍ تُخفي ضغفي.

-أتعلمُ ماذا؟

انتَ أقوى مما تتصور، أعظمُ مما تَكِنُ روحكَ، انتَ بطلُ روايتكَ التي كُتبتْ مُنذُ سنينٍ ولا زالتْ تُكتب، انتَ قويٌ ما دُمتَ تُحاربُ عتمةَ الأيامِ و الشدادَ منها بابتسامةٍ باطنها محاربٌ يبكي خوفًا من أن يُهزم، ستظلُ قويًا ما دامَ البعضُ يصفك بمصدرِ الطاقةِ و الإلهامِ لهم، انتَ يا رفيقي، يا من ترى نفسكَ ضعيفًا هالكًا، بعضُنا يقتدي بكَ من ناحيةِ القوةِ، و بعضٌ منّا يدعو لكَ بدوامِ هناءِ روحكَ ليروا ابتسامتكَ الفاتنةَ دائمًا، و البعضُ الآخر يرى خلفَ قوتكَ و ابتسامتكَ شخصًا مُنخذلاً، يواجهُ صعابَ الأيامِ بِمُفرده.

لكُلِّ منّا نظرتُهُ، فلا تكترث لما سنراهُ بكَ يا عزيزي، ما يهمُ الآن هو كيف سترى انتَ نفسكَ و ما الحالُ الذي ستكونُ عليهِ، و مطلبي منكَ الآنَ أن تكونُ بخيرٍ فما من مُرٍ الا و يمُر، و ما من ألمٍ الا و يمضي، هذا هو حالُ الدنيا، فاصبر قليلاً فستأتي بكَ أيامٌ لذتها تُنسيكَ مرارةَ ما مضى، تُبكيكَ فرحًا و تُؤنسُكَ أعوامًا كُثُر، فاصبر قليلاً لعلّها مسألةُ وقتٍ.

الآء عبد الجبار كايد

إرسال تعليق

0 تعليقات