إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

تلاشت جميع أحلامي، بقلم: مروة بن غربية

 بين الثانِيةِ و الثَالِثةِ مِنْ مُنتصفِ الليَّل، لِمُدةِ عَامٍ بعد تجَاوّزِي تِلك الصدمة، عَامٌ كَامِلٌ لِإستِعَادةِ كُل ما فُقِد و مَات بِدَاخِلِي لِإستِعَادةِ رُوحِي و فُؤادِي الذي تلاشت مِنهُ جُلُ مشَاعِرِي...

هَا أنَا لِأولِ مرةٍ أنظُرُ إلى تِلك المرآةِ التِي حطمتُهَا في ذَاك اليومِ اللعِيّن، التِي جرحتُ بِهَا يدِي و نزف قلبِي بدلًا عنهَا. رأيَّتُ لِلوهلةِ الأولىٰ شبح..دَاهمنِي وقتهَا  شُعورٌ غرِيبَ، كمَا لو أننِي أنظُرُ لِوجهِي لِلمرةِ الأولىٰ؛ بل و أنظُرُ إلى مَا خلفَ وجهِي، مِنْ فتَاةٍ تركَ الزمَانُ بصمتهُ على أسِيّلِهَا و كَأنهُ توقِيعٌ في وجهِهَا. 

قصصََّتُ وقتهَا شعرِيّ الذَي كُنتُ أُحبُهُ كثِيرًا، أهملتُ صِحتِي حتى ذبُلت ملامِحِي و اسَودت بشرتِي، و بهُتت مُقلتَايَّ، بدوتُ حِينهَا كأننِي مُسِنةٌ فِي السبعِين مِنْ عُمرِهَا، فعلتُ أشيَاءً كثِيرة جعلتْ هيئتِي الخارِجِية أمَام الجمِيّع كمجنُونةٍ تحتسِي القهوةَ كُل النهَار دُون الإكتِراثِ لِأضرَارِها، جعلتنِي أتأوهُ مِنْ الآلم؛ لكِن آلم وجدَانِي كَان أكبر بِكثِيرٍ مِنْ أن يجعلنِي ألتفِتُ للآلم الذِي كَان فِي جسدِي، رأيتُ تِلك الندبةَ التِي لم أتخلص مِنها، دخلتُ فِي دَائِرةٍ مُقزِزة قتلت كُل مَا كَان نقِيًّا بِداخِلِي، ظللتُ صابِرتًا مُنتظِرتًا كالبلهاءِ فِي غُرفتِي، كطِفلةٍ ذَاتُ الثمانِ سنوات، التِي تنتظِرُ أُمهَا المُتوفِيّة أن تُحضِر لها الألعَاب و هِي عَائِدة

تلاشت كُلُ أحلامِي بِسبب دوامتِ الحُزن، و دخلتُ في تنَاقُضٍ كبِيرٍ بين؛ ماكُنتُ عليهِ، و ما أصبحتُ عليهِ الآن، و ما كَان يجِبُ أن أكُون عليه. 

إرسال تعليق

0 تعليقات