خُذلان
عدّل جلسَتَه وحاوَل أن يبدو بخير بَعدَما استوطَن الحُزن وَجهَهُ ولكنَّهُ فَشل، مالَ بجِذعِه وعُنقِهِ إلى الأسفل، ثُمَّ تَنَهّدَ قائلاً : كانَ صَديقي الوحيد!
عِشتُ حُلوَ أيّامي ومُرّها مَعه!
ضَحِكنا مَعًا وانهارت دُموعنا مَعًا، لَهونا في الطُرقات، وتَحتَ المَطَر، ارتَشفنا قَهوَتنا واستمعنا إلى فيروز ودَرويشَ معًا ،،
استمرَّ ذلك في كُلّ يومٍ وكُلّ صباح ،،
حتى ..
فَقدتُ ضِماد قلبي الوحيد، وبِتُّ تائهًا بعدَهُ وشَريد، كَسَرني بِكُلّ سُهولةٍ بأيدٍ من حَديد، ورَحل ..
وأنا الذي مجّدت كل حرفٍ في صداقتنا؟!
أأصبح بخيرٍ الآن مع صَديقهِ الجديد؟
الذي ما كان يوماً لي صَديق، كُنت في يومٍ أُحلّقُ وَصديقي في سماء الإخاءِ الوَفاء حتى..
اعتَرَضَت طَريقنا غَيمةٌ سوداء، قاومتُ أنا ولكن هو؟
ضلّلتهُ وأخذتهُ معها الى مكانٍ بعيد، حيث لا يمكنني لا أنا ولا طيفُ ذكرياتي الوصولُ إليه.
0 تعليقات