إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

نسيج حب، بقلم: عايدة يوسف العجلوني

 نسيج حب

   أخيطُ لك بعضًا من حروف الحب منسوجةً بقليلٍ من الحيرة، خامة هذا القماش نادرةٌ بعض الشيء و قاسيةٌ أيضًا، يصعب عليّ غرز الإبر في مكانها، إمّا أن تسبّبُ ثقبًا، أو أنها لا تُغرَز مطلقًا، اختياركَ لهذا النوع بالتحديد دون باقي الأقمشة يُعطيني قيمة عظيمة، أشعر وكأنه أثمن الأقمشة في الدّنيا، دائمًا ما يسهُل عليّ خياطة كلامك، ولكن هذه المرة لا أدري ماذا حدث له، أو أن آلة الخياطة علق بها شيء من الماضي، نسيج القماش معقّد أكثر مما توقعت، والآلة لا تخرج من ماضيها، فكّرتُ قليلًا واتّضح إلزامي برمي الماضي خلف الآلة و غرز الإبرة في مكانها المحدد لكي لا يُكسر قلبها، أأُدخل إبرة قديمة؟ أم أُكمِل كما أن شيئًا لم يحدث؟ إذا لم يكن هناك قديم فالحديث سيُكسَر، إمّا هذا أو ذاك، لا يوجد خيار آخر، ما بالي لا أُدركُ موضع الغرزة؟ هل ضعُف نظري! أم بتّ لا أشعر بشيء صحيح، أحاسيسي باتت خاطئة تمامًا، بفضل ماضي الآلة، يوجد حلٌّ واحد ونهائي، وهو أن أقتلع الخيوط كلّها، ولا أُعطي أملًا أبدًا، حلًّا يُرضي الطرفين، كلاهما ممتنٌ جدًا لي إذا قطعت الخيوط، الآلة تُكمل نسيجها  دون ماضي الخيط ذاك، والقماش لا يتألم أكثر بعد.


إرسال تعليق

0 تعليقات