« من آيلا إلى أيانِ »
أنا آيلا القمر المميزةٌ وسطَ السماءِ وبين النجوم، وهذهِ هي قصتي مع أيانِ العمر...
أتعلمُ يا أيانِ العمر..
أيها الزعيم..
انك شفائي من بعدِ خالقي.
كوريدٍ في عنقي.
إذا قُطع فارقتُ الحياة وانتهى أجلي.
أذكر!
أولُ لقاءٍ بيننا..
كنتُ خائفةً... أرتجف...
عيوني متعبة!
كانت تنظرُ هنا وهناك.
أقولُ ها هو آتى.
لم يكن أنتَ.
مرَ شابٌ آخر أقول ها هو..
لم يكن أنتَ.
يأستُ للحظة ثم قلت لا...
سوف يأتي.
شعرت بأن هناك أحد وضع كفهِ على كتفي...
دورتُ لأنظر من هنا.
ذبلتْ.
أبتسم قلبي.
عيناي رأت أجملُ شابٍ في العالمِ.
لم أتكلم ولكن!
عيوني كشفتني.
مسكَ يداي..
بحنية،
و رقة،
ثم ذهبنا إلى أرضٍ يلبسها الأخضرِ اللامعِ كلمعةِ قلبه.
بلْ..
كجمالِ كلماته.
ملأَ الديجورُ مكاننا..
فأصبحنا مشتعلين أمامَ القمرِ ونجومه،
وفجأةً...
قنبلةٌ فَجَّرت روحٌ لا تعرف الكلامِ وتبعثرت.
أفصحت عن مشاعرٍ داخلَ نفسٍ تدهورت.
قلت أُحِبكُ.
أُحِبكُ.
هل من ردٍ يروي عطشانٍ تاهت بهِ الحياة وسط بلدٍ نَقير.
أنتظرتُ جوابًا يُشفي الغليل.
مرَ ثلاثون ثانية..
ستون ثانية..
لا صوتٍ أجابني.
لحظتها.
تمنيتُ لو أن أرضٍ انشقت وابتلعتني.
رأسي وطأ..
واختفت خطوطُ تجهمٍ حولَ فمي..
أصبحتُ شاحبةُ اللون.
اواااااه...
كم شعورٍ آتاني خلال دقيقةً فقط.
كم أنا عجولة.
لومت نفسي أكثر من مرةٍ.
وانا أقول: أنهُ يُجَّهزُ ردًا جميلًا لي.
فسمعتُ صوت اسمي ينادى!
رفعتُ رأسي وقلت نعم.
أجابني أيانِ عمري..
فقال لي: يا مهجةً رُزقت بها.
ماذا فعلت بدنياي ليرزقني اللهُ بنعمةٍ كهذا؟
وأنا أُحِبكُ يا آيلا القمرِ..
تغرغرت الدموعُ في مقلتاي، وفقدت السيطرةُ على عقلٍ كلهُ وقار..
انفعلت..
وقمت باحتضانه!
بشدة..
لدرجة غُرزت أظافري بكتفه..!
ضحكنا بصوتٍ عالٍ.
وتكلمنا كثيرًا..
عن مستقبلنا، حياتنا، وكل شيءٍ يجمعنا سويًا..
قضيتُ معهُ ثلاث سنواتٍ من عمري، كانت أبهجُ ثلاثَ سنوات وأجملُ ستةَ وثلاثون شهرٍ وأَحبَرَ ألفٍ وخمسةَ وتسعون يومًا في حياتي..
لم أكن وقتها أُدرك أنهُ مُحطمي وأهدامي..
لا أنسى عندما هجرني وذكرني بإسمٍ غيرَ اسمي..
وقتها أدركتُ أن اسمهِ يمثلهُ تمامًا..
وكنتُ أظنُ أنه أيانُ العمرَ الطويل ولكنهُ كان مؤقت..
فمدتهُ ثلاثَ سنينٍ فقط...
عندما اتصلتُ عليهِ لنتكلم قبلَ ما يذهبُ للعمل!
وعندما لم يجب..!
قلت انه ينشغل أو رُبما لم ينتبه..
وأنا أعلمُ أنه كان لا يُضيعَ أي مكالمةً بيني وبينه.
جلستُ على هذهِ الحالة خمسةُ أيام بأكملها..
قلبي تزلزل..
وعقلي اِغتّم..
هذا دفعني للسؤال عنه.
ولكن!
كان غصَتّي وندمي هذا..
كم أنا تافهةٌ لأقوم بالسؤال والأهتمام حتى لشخصٍ غدّار..!
شخصٌ هَدرَ من عمري ثلاث سنين..
قالوا لي تزوج..
تزوج..
وقتها هزَ رأسي لم يُصدق..
ضحكت.
وقلت: لا مستحيل.
نحن قمنا بالتخطيط لمستقبلنا سويًا!
كيف يحدثُ هذا؟
فقط ضحكت حتى تعبت، تألمت، وبكيت...
هذا يكفي...
يكفي للتكلمُ عن شخصٍ أتى ووضعَ رُبما الخير في وسط كُلِ هذا الشر ولكن بعدَ كل هذا رَحل وأصبحَ ماضي.
فكانَ صفعتي الأولى وخذلاني الأخير.
0 تعليقات