إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

رأسي يحمل أثقالاً، بقلم :روان عبدالله شناتوه

 رأسي يحمل أثقالًا 

  أَشعُر بِأَنَّ خَلايا رَأسي تَتَمزق، صُداعٌ يَنهشه، يَنقَضُّ عليه حيوان مُفترسٍ بِمَخالبه الحَادة، رُبَّما آلةِ حَفرٍ تُنقب عَن شَيء مَا هُنا وَهُناك، تَاركة خَلفها فَوهات بِكُلِ زَاوية، أو طُبولٍ تَقرع دُون تَوقف، فَوضى عَارِمة. أَكاد أُجن أُريد حَلًا يَقتلعهُ مِنْ جُذوره التي امتَدت وَرسَخت ولا تَأبهُ لِحَالي.


  أَلمٌ يَهزِني بِكُل قُوته، استَوطنَ رَأسي يَصولُ وَيجولُ بِرَاحته، إِنَّني أَختنق وَلا أَقوى عَلى شَيء، لا أَستطيع التَّنفس، لا أَرى ولا أَسمع سِوى رِياحٍ عَاتية تَعصفُ بي.


  كُل مَا يُراودُني هذه اللحظة أَن اقتَلع رَأسي مِن مَكانه، وَأُلقي بِه بَعيدًا عَني، مَع كُل الضَّجيج الذي بِدَاخله والعَالم الفَوضَوي المَليء بِالشِّجارات، لا هُدوء ولا اطمِئنان.

أَرجوكَ دَعني وَشَأني، لا تُبحلق بِهذهِ القَباحة، أَلمك يَقتصُ مِني بِوحشيةٍ، كُل مَا أَردت النُّهوض هَربًا هُناك أَحدٌ يَمسكُ بِرأسي وَيتَشَبثُ بِي بِقوة يُلزمني مَكاني، فَلا أَقوى عَلى الحِراك.


 حَتى الكثير من حَبوب الدَّواء لَمْ تُجدِ نَفعًا.

أَراها عَديمةُ الفَائدة أَو أَنَّ رَأسي لا يَتَقبلُها يَقفُ مُدرعًا لِصَدها، وَجنوده تُهاجمها وَتطرحُها أَرضًا.


   لا أَعلمُ السَّبب وَراءَ ذلك!

 هَل اَلأرق اللعين يُعاقبني، وَيضع حَبل المِشنَقة حَولَ عُنقي؟

 أَم أَنَّ التَّفكير الشَّرِس يَتوطدُ وَيمد نُفوذه بِبراعةٍ دُون الإِكتِراث بي وَيتلَذذ بِتَعذيبي؟

هَل أَسئلتي التي لا تَنتَهي تُلقي سِهَامها نَحوي دُونَ شَفقَة، وَتُمزقني إربًا إربًا؟

هَل أُعاتب نَفسي عَلى ذلك، أَم احتَويها بِضَجيجها؟

لا أَدري مَن أَلوم ولا أَعرف مَن السَّبب، كُل مَا أُريد أَن يَهدأَ مَا بِدَاخلي وأَنعم بِسلامٍ وَأودعُ الصُّداع فِي غُربةٍ طَويلة الأمد،وأَدخُل في سباتٍ عميق.

إرسال تعليق

0 تعليقات