غَائِبي
أيَا غَائِبي وعلى قَلبي سيِدهُ وحَاضِرهُ ، ذهبتَ وصِرتَ من أهلَ القُبُورِ ، وتَركتَني في لوعَتُ الشوقِ، والحنِين ومأساةٌ الحَياة ، وضجِيج الذكرياتِ ، فأصبرُ الفُؤادي على غِيابُكَ أم أعَتبُ على طولُ الليالِي التي مرتَ دونَكَ .
نارُ قَلبي كافِيةً أنّ تحرِقَني ، وعُيونِ ذابِلَةً يزدَادُ تحَتُها سَوادُ ، فلَا ماءاً قادِراً أنّ تطَفئ نارُها ، ولا دُموعاً تشفي مُصابي .
غبتَ وترَكتَ لي ذِكرياتً لا تُنسَى تحمِلُ معها آلمِ و أوجَاعِ .
أحتاجُكَ يا أبي لِدرجةً أنني أحتَفِظُ بِمَلابِسكَ في دولَابي وأشتَمُها بحرقةً لتتغلغلُ رائِحتُكَ أعماقي ، أصبَحتُ كالمجَنون المُصابَ بآلام الفقد الذي لا عِلاجَ له .
ومع مُرورِ ستة عشر عَاماً من فقدَانُكَ ، الا أن يومي المَشُؤوم كأنهُ الأمس فَودعُكَ لم يكُن وَداعاً ،
مُرعب هو الموت عندما أخذَك دون إنَذاراً مُسبَق و وَضعكَ تحتَ التُرابَ .
و مع ذلك رُغم بُعدِ جسدُكَ لكن روحَكَ أحطتَ بي ، وما زلتُ الطِفلةُ التي تَتنظِرُك على البَابِ ، سلَامِ لك يا أبي .
0 تعليقات