في وحدتي
في شارعٍ كبير، أسيرُ لوحدي، لا أسمعُ سوى طَقطقاتُ كَعبي، كأنما هناكَ خيلٌ يَتبختر، الهواءُ يداعبُ شعري، والوردُ يخطفُ مني رائحةَ عطري، السماءُ فوقي، والقمرُ يجري خلفي، وكأنهُ حارسٌ شخصي، والنجومُ كتاجٍ يكللُ رأسي، وعينايَ كماستانِ في بحرٍ لُجّي، وشعريَ الحريريّ يمتدُ لآخرَ ظهري، لا رفيقٌ يرافقني إن كان أمامي أو خلفي، أستمتعُ بنسماتِ الهواءِ معَ نغماتٍ لحَّنها قلبي، يتجولُ في عقلي، حبيبُ قلبي، في عينيهِ شوائبٌ ذاتَ لونٍ بني، أُناظرها، وبفؤادهِ يُخبرني: أنتِ مني، أنتِ مني، نتمشَّى أنا وكيانَهُ في طريقٍ مترامٍ خالي، لنتذكَّرَ أيامَنا الخوالي، ما أجملنا وحُبُّنا، وما أجملَ وجودهُ في حياتي، سأكملُ مسيري في السيرِ اللانهائي، أتُرى سَنلتقي؟ أم سَتبقى تائهٌ في كياني؟ وصلتُ بحرًا يعتليهِ جبلٌ وبجانبهِ وادي، جلستُ أتأملَ النجومَ وأُنادي، أيا بهائي وبهاءَ قلبي! أيا وردتي في سمائي وقمري في أرضي، أيا بعضٌ من قلبي وكلّي هاكَ أنا واتكيء!
0 تعليقات