فراقُ جَدتي
رواية رَحيلها مُفجعة جدًا أتَجشَّم، صبرًا فِكرة إنها إندثرت لقد كانت رَقيقَة القلب حَسنة الوَجه لَم تُؤذي أحدًا قط لم تَتطرُق ببالي فِكرة رَحيلها دون الإياب مرّةً أُخرى ، كان فُؤادي يَتَلهّفُ لِلقائِها سَوف نذهب عِند طُلوع الشّمس إلى جَدتي كان يَبتهجُ قلبي عِندما كانت امي تُعلّمُني ذلك ، أوي إلى فِراشي شوقًا للقاء صاحِبة نُقوش الحِنّاء العتيقة ، في اليومِ التالي أستيقظُ باكرًا و أرتدي أجمل ما لَدي لِأكون الحَفيدة الجَميلة في نَظر صاحِبة التَجاعيد ، تِلك التَجاعيد التي تَسكن في ثَناياها الحِنّيّة ،
أبزُغُ أنا وأُمّي مِن البيت لِنستقل الحافِلة التي تَسير بنا اتجاه من تَعبق منها رائِحة المِسك ، ها قد وَصلنا إلى منزل جَدّتي أنزل مُهرولة تارة و مسرعةً طورًا إلى جَدتي صاحِبة العُقد العَتيق ، أريد أن أصل إلى مَنزلَ جَدتي حتّى لو حبوًا هاقد وَصلتُ أخيرًا .
أطرقُ الباب طَرقات تُشبه خَبط العَدوّ على الباب لَكِنّني المُحبّ يا عَزيزتي افتَحي الباب فأنا المُشتاق، فُتِحَ الباب أنّها لَيست حَبيبتي إنّها العابِسة خالتي الحَزينة لا أدري ما بها؟
دخلتُ بعد ذلك مع أمي إلى جَدتي أنظُرُ إلى خالاتي وَهُم يَبكون لا أعلم ما الذي يَحصل هُنا إنّهم يَذرِفون الدُموع كأنّ سدًّا انهار جداره، أذهب أبحث عَن جَدّتي لا أجدُها أسأل ما الذي يَحدث أين صاحِبة الحَساء الذيذ!
لِماذا تَبكون؟
قالت خالتي وهي تَتَلعثم جدّتُكِ مَريضة، قُلتُ لها :كُلُنا نمرض قالت وهي تَجهشّ بشدّة :إنّها تُعاني من مَرض السَرطان هنا أنا في هذه اللحظة ذُهلتُ!
عقلي لا يَستوعب، لا أصدق هذا إِنّكم تَكذبون، أليس كذلك؟
باتت المِّشفى دِيارُها أراها طَريحة الفِراش أُناظر حالها كم هي مُتعبة، وَهِنة شَعرها يَتساقط وكأنّ خَريفًا حلّ عليه، فَقدت الكثير من الوزن،
إنّها متعبة جدا ركضت كمن يهرب من الواقع، إلى
خجر محبوبتي باكيّة تسدّ الدموع طريق عينايّ
أحضُنها وأتحدث إليها سوف ترتدّ العافية لجسدك، إنّها
من أهول الأوقات التي مررتُ بها أشعر بالجزع ،
والعجز أكثر منكِ ي جدتي فقد توفيّت محبوبتي، ذهبتُ
لمدرستي وكلّي أمل أّنكِ ستكونينَ قد نهضتي عند
عودتي إلا أنّكِ انتظرتُ ذهابي لتذهبي بهدوء كيْ لا أبكِ ،
وأشد ثوبك معاندة خروجك من دوني هدم عامود
البيت، الساعة الواحدة ليلاً كنتُ في سباتٍ عميق لا
أدري كيف استيقظتُ على وقع دموع أمي هل كانت
تصرخ دُموعُها فأيقظتني فَزعه، إنّه تاريخ مشؤوم
ووقت توقفت عندة عقارب الساعة لا يمكن نسيانه أبدًا
فقد بث بلا جده بلا أحد يجلب لي ما أحبّ، اختفى
الحضن الذي كان يحميني من صفعات أمي ،
المرض الذي لم يعد أيّ شخص يجرؤ على لفظ
اسمه خوفًا من أن يصيبه، زارَ جدتي واتّخذ من جسدها ،
مسكنًا فنخل جسدها وأودى بها تحتَ التُراب، اشتقتُ حقًا
لرائحة ِ الشاي اللّذيذ الساخن التي كانت تعدّه لي بيديها
الناعمتان على الرغم من كثرة الثنيات في جلدها،
اشتقتُ أن أروي الشجيّرات برفقتها في حديقتها التي
أصابتها لعنة من بعدِ رحيلها لم يتبقّى لي سوى شوق،
وحنين أصبحَ بيتها ليس له طعم ولا لون يتأوّه قلبي
بالحزن عندما أراهم يذهبون إلى بيوت أجدادهم وأنا لا ،
رحلت منذ رحيلك، أنّني أتذكّر المرّة الأخيرة التي
ذهبنا أنا وأنتِ معًا إلى السوق ليتها تعود تلِكَ الأيام
ليتُها تعود أدراجُها
يبقى فقط الأمل بلقائنا بالجنة يا غاليّتي.
0 تعليقات