إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

أين حريتي، بقلم : راما خليل اليازوري

 أين حريتي؟ 

في ليلةٍ حالكةِ الظلام، نجومٌ في سماءٍ أخفتها غيومٌ حمراء، تبكي من شدةِ حزنها على طفلٍ يتيمٍ، سرق المحتلون منه الكثيرَ والكثير، يبكي وهو يستذكر ذاك المكان، على أرضٍ مسقيةٍ بدماءِ شهداء، بدماءِ أمهِ وأبيه وأخته وأخيه. في ذلك البيتِ ورود حمراء مليئةً بالأشواك

 يتحدى آلامَهُ ويستمع لنصائحِ جده بجانب ياسمينٍ وريحان، الذي أسره جنودُ الإحتلال، وسرقه الموتُ في زنزانةٍ منفردةٍ سوداء، يعمها القسوةُ والظلمُ وعدم الرأفة بأي إنسان، هنا بقي الطفلُ وحيدًا  ليس له سندٌ أو أي إنسان، على جيتارٍ من الحزنِ. يعزف أجملً ألحان ويغني (( يا عالم أرضي محروقة أرضي حريةٌ مسروقة...)) ثم يصمت برهبةٍ على صوتِ رصاصٍ يطلق من سلاحِ الأعداء، وخطواتٍ صارمةٍ من أقدام الأحصنة التي تتصف بالثبات

قادمةً نحوه، فخاف الطفلُ أن يصبح كعائلته سقيا لنباتٍ لم ينبت بعد، فأصبح حيا ميتا، فخدع الأعداءَ ونام على أرض مملوءةً بالطين والماء، ليوهمهم أنه ليس على قيد الحياة، فاستطاع أن يخدعهم، فلم يكادوا أن يستديروا حتى قام بقوةٍ منحتها له الأيام، فسرق سلاحا كبيرا ممتلئ بالرصاص، ليأخذ حق َعائلته والكثير َغيرهم من الشهداء، فاستطاع ذلك بيدين مرتجفتين تخلصت من جندين أو ثلاثةٍ من الأعداء، فعم جزءٌ من السلام في قلبه، والجزء الآخر سيتخلص من الأحزانِ بإذن الله.

إرسال تعليق

0 تعليقات