حين لا ينفع الندم
في صباح الثامن والعشرين من مايو ، في مدينة مانيسا ، الطقس هادئ ولطيف ، الشوارع مزدحمة، الأطفال مستعدون للذهاب إلى المدرسة ، الشاطئ دافئ، والرياح قوية فتزداد الأمواج في رقصها ، هنا زوج وزوجته يقضون شهر العسل، وهنااك عاشق ومعشوقته يخططون لمستقبلهم، وهنالك مجموعة من الفتيات والشبان يتبادلون الكلام المعسول، من بينهم فتاة في العشرين من عمرها تُدعى آيلا فتاة جميلة وثرية جدًا، سمراء بشعر طويل ، وشامتان على يدها، وغمازة على خدها، ذات ملامح بريئة لكنها باهتة من شدة السهر والتفكير والبكاء على زوجها الذي توفي في ليلة الزفاف .
كانت جالسة على شاطئ البحر تتأمل لونه الأزرق كلون السماء الراقي ، يقابلها شاب وسيم يُدعى أرسلان بعينيين عسليتين، وشعر أسود، وبدأوا يتبادلون النظرات الخاطفة ، فأُعجب أرسلان بآيلا ، وحاول الإقتراب منها في اليوم التالي، فبدأت تستجيب معه، ومرت الأيام واعترفت لهُ بحبها، وعاشوا أجمل قصة حب.
قال أرسلان في نفسه ..."إنها فرصة العمر وعلي إكمال ما بدأت به ; لأحصل على ما أُريد".
مرت الأيام وأحبتهُ بصدق ووثقت به ، إلى أن اقترب موعد زفافها من أرسلان، وقاموا بترتيب كل شيء بشكل جيد .
وها هو اليوم موعد زفافها استعدت جيدًا ، كان جمالها كجمال القمر بين النجوم .
في منتصف الزفاف أتى صديق زوجها المتوفى .
وقال لها أمام الجميع:
- يا آنسة أُريد أن أُخبركِ شيء من الضروري أن تعرفيه الآن، هو أن أرسلان شخص منافق وهو الذي قتل زوجك ، فكذبه أرسلان وألقى التهمة عليه .
فنظرت آيلا بدهشة وإستغراب .. ،
وقالت: ما هذا الذي تقوله هذا مستحيل .
كذبتهُ وصدقت أرسلان ولم تكتفي بذلك فقط بل وطردتهُ أمام الجميع ، ومن ثم أكملوا مراسم الزفاف كأن شيئًا لم يكن ...
وبعد مرور عدة سنوات ..
أنجبت آيلا طفل من أرسلان وسمته "آزر" على اسم زوجها المتوفى.
وعاشت معه حياة مزيفة مليئة بالتمثيل ، إلى أن مرت الأيام وقرر التخلص منها ، وفكر أن يقتلها خنقًا ، لكنها في تلك الليلة سمعته يجري مكالمة هاتفية مع فتاة وكان يقول لها سأتخلص منها بأقرب وقت ممكن، واستعدت لمراجهته، فعندما دخل على الغرفة، تظاهرت بالنوم ، فحاول خنقها، فقامت وضربتهُ بقطعة زجاج على رأسه، فوقع أرضًا .
تركتهُ وحاولت الهروب مع ابنها، لكن أرسلان استيقظ ولحق بها ومن عينيه يقدح شرارًا غضبًا على آيلا، فأمسك بها وعذبها حتى كادت أن تموت، وأخذ ثروتها كاملة، وقتل ابنها أمام عينيها.
وقال لها: لقد وقعتِ في الفخ يا جميلتي، أنا لم أحبك ولا أُريدك بل أُريد ثروتك أيتها الحمقاء.
فعندما سمعت بأذنها ورأت حقيقته بعينيها انهارت و اخدش قلبها ، فوقعت أرضًا من أثر الصدمة وتوفيت.
فهرب أرسلان وتركها وأكمل حياته، وتزوج وأنجب طفل، وفي يوم من الأيام ذهب هو وعائلته في رحلة، فخسر زوجته وابنه في حادث سير، عندها انهار وشعر بنفس الوجع الذي سببه لآيلا، وندم على أفعاله.
لكن بعد ماذا؟ !
- بعد أن خسر ثقة الجميع ، وخسر صديقه وزوجته وابنه وخدع زوجة صديقه التي أوهمها بحبه .
تسبب بقتل ثلاثة أرواح من أجل ماذا؟
- من أجل الثروة ! يا لهُ من رجل تافه حقًا ..
0 تعليقات