بعد غروب شمس يوم أنتظر فيه عودتكِ
إلى أختي التي لا تملك دمي في شرايينها، سلامٌ من الله ورحمة ابعثها لكِ لترديها لي و انتي مرتاحة منتظرة لي.....
اشتقت لكِ، و حنَّ قلبي لرؤياكِ، حنَّت طبلة اذني لسماع صوتك المرح الصبور المبحوح من المرض، حنَّت و اشتاقت عيوني لرؤية تصوير و إبداع الخالق في كل جزء من ملامح وجهك الجميلة الصبورة، و من شدة شوق عيوني لكِ أصبحت تذرف دموعا دون أن تأخذ إذنًا مني او من مشاعري، شوشت أفكاري حتى قطعتي جميع الأفكار التي لا تنتسب لكِ، و من شدة تعلق و تركيز قلبي و عقلي معكِ أصبحت روحي لا بل أصبحتِ عمى لكُل شيءٍ احبه و أحببته قَبلكِ و معكِ، صوتكِ الرَّنانُ في اذني اطرشني و قطعني عن كل لغات السمع و التواصل ، شُلَّ لساني و قطع لعدم تحدثه منذ رحيلك عني، أُصبت بصدمة بعد الذي أصابك، أُصبت بمرض الصم و البكم و العمى بسببك انتي لأنك كنتي مرضي بعد تَرككي لي في هذه الحياة وحيدة بدونك، قُطعت جميع أحلامي و امالي التي خططتها معكِ، فصلتيني و قطعتيني عن عالمي حتى أصبحتُ و أصبحت روحي و اعضائي كلها معك في عالمك انتي لم تُبقي لي من روحي و نفسي على الأرض سوى جسدي الذي أصبح الهواء فيه بدلا من اعضائي، رحلتي من هنا و تمزقتُ من هناك، رحلتي و قطعتيني و قطعتِني من كل شيءٍ إلا من شيء واحد و هو الفراق، ليتكِ تقطعيه كما قطعتي روحك و روحي من بعضهما و نعود و تعود صداقتنا، ذهبت لتتعالجي و لم تعودي، ذهبتي و نحن نظن بأنك سترتاحي تحت غطاء العلاج في المشفى و تعودي، ولكنك ارتحت أكثر بالتراب الذي اصبح يغطيكي و يحتضنك من كل جانب، احتضن جسمك و لكن لم يتحضن روحك التي جعلتيها صديقة لروحي حتى أصبحوا روحا واحدة ، هذا التراب لم ولن يمحي ذكرياتنا الجميلة معا في هذه الحياة المؤقتة الخائنة، ولكنكِ و عدتيني في منامي بأنك ستنتظري جسدي الذي سَلبتِ منه روحي ليأتي بجانبك لنكمل آمالنا و أحلامنا و نكمل ذكرياتنا الجميلة في حياتنا الجديدة معا دون أن نفترق لأي سبب كان و نخلد في جناتِ ربنا مرتاحين، رحمكِ الله يا صديقتي و جعلك في جنات الخلد تنعمي ❤️
الساعة 9.42
0 تعليقات