رسالة من تحت خياناتكم
إلى من قيل أنهم جسد واحد
أحدثكم من هنا من تحت رُكام منزل عشتُ فيه مع عائلتي لمدة 10 سنين، عشر سنين وأنا أستنشق الهواء في هذه الحياة، هواء ملوث بذلكم وخضوعكم وخزيكم وعاركم، لا أذكر أنني طول ال10 سنين التي عشتها قد رأيت الحياة ولا ليوم واحد، حصار! نحنُ محاصرون، جوع! نحنُ دائمًا جائعون، حرب! لا تكاد تتوقف معركة حتى تبدأ الأخرى، وفي كلّ معركة يكون اليقين داخلنا أن دورنا آت لا محال ليصبح جسدنا تحت الرُكام وتصبح روحنا في الجنان.
في كل مرة نجونا، وفي هذه المرة جاء دورنا، وها هي أجسادنا تحت الركام لكن روحنا لم تحلق بعد.
أكتب هذا وأنا لا أصدق كيف لروحي أن تصبر كل هذه المدة داخل جسدي المأسور تحت رُكام القصف وخذلانكم وخياناتكم!
أنا هُنا أرى أرواحًا تخرج إلى العُلا، روح أختي تتبعها روح أمي ثم أبي، ولا تزال روحي متمسكة بجسدي تأبى الخروج قبل أن يُبصر جسدي النور خارج هذا الركام، روحٌ مخلصة!
أنا الآن أسمع أصوات كثيرة في الخارج يُحاولون انتشال الأجساد المأسورة هُنا، وأنا لا أدع الله بأكثر من أن تُرزق روحي بالقليل من الخيانة التي تغمركم لتتمكن من التخلي عن جسدي وتنطلق نحو العنان.
ها أنا أرى أول بقعة من الضوء منذ يوم أو أكثر من الظلام، أول بقعة والأخيرة في هذه الحياة.
ابنة العشر سنين من تحت الركام
غزة 2021
إلى من قيل أنهم جسد واحد
أحدثكم من هنا من تحت رُكام منزل عشتُ فيه مع عائلتي لمدة 10 سنين، عشر سنين وأنا أستنشق الهواء في هذه الحياة، هواء ملوث بذلكم وخضوعكم وخزيكم وعاركم، لا أذكر أنني طول ال10 سنين التي عشتها قد رأيت الحياة ولا ليوم واحد، حصار! نحنُ محاصرون، جوع! نحنُ دائمًا جائعون، حرب! لا تكاد تتوقف معركة حتى تبدأ الأخرى، وفي كلّ معركة يكون اليقين داخلنا أن دورنا آت لا محال ليصبح جسدنا تحت الرُكام وتصبح روحنا في الجنان.
في كل مرة نجونا، وفي هذه المرة جاء دورنا، وها هي أجسادنا تحت الركام لكن روحنا لم تحلق بعد.
أكتب هذا وأنا لا أصدق كيف لروحي أن تصبر كل هذه المدة داخل جسدي المأسور تحت رُكام القصف وخذلانكم وخياناتكم!
أنا هُنا أرى أرواحًا تخرج إلى العُلا، روح أختي تتبعها روح أمي ثم أبي، ولا تزال روحي متمسكة بجسدي تأبى الخروج قبل أن يُبصر جسدي النور خارج هذا الركام، روحٌ مخلصة!
أنا الآن أسمع أصوات كثيرة في الخارج يُحاولون انتشال الأجساد المأسورة هُنا، وأنا لا أدع الله بأكثر من أن تُرزق روحي بالقليل من الخيانة التي تغمركم لتتمكن من التخلي عن جسدي وتنطلق نحو العنان.
ها أنا أرى أول بقعة من الضوء منذ يوم أو أكثر من الظلام، أول بقعة والأخيرة في هذه الحياة.
ابنة العشر سنين من تحت الركام
غزة 2021
0 تعليقات