إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

رسالة مني إلي، بقلم : نور الهدى محمد الحجيري

 رسالة منّي إليّ


 عزيزي البائس .

أتدرك صعوبة البوح، إنها رذيلة عدم خوض المعارك في وقتها!

أتذكر متى آخر مرة آذنت فيها لدموعك بالانسياب ، وأنا أعلم جيداً أن الدموع قد غادرتك وقت منعتها من الظهور على مقلتك . 

" انتبه إلى قلبك يا أوريليانو . إنك تتعفَّن حيّاً"

جملة قالها غابريل غارسيا ماركيز في كتاب "مئة عام من العزلة". ربما كلمتان بحجم كون كامل، عيناك تكفي لشرح جرحٍ عميق ، تمضي هكذا ، كعجوزٍ بين الأزقّة ، في دوامّة غبار الشوارع ، يسير مُحدَودب الظهر ، معتمراً بكآبة شققت وجهه .

صراعٌ داخلي مسموع في أعماقي:"أنا شخص غير قابل للقسمة ، لا أشبه إلاّ لنفسي. ربما كنتُ غير موجود ،مجرد شخصية في كتاب أدبي تعشقه، عندما تنتهي من قراءته تقفله وترميه في زاوية وتنساه. ولا أحد يعرف أننا كلما أغلقنا كتاباً كلما سددنا النوافذ وتركنا عالماً بكامله يموت اختناقاً. سنتين من غير شهرين قد مرّوا ، اتت الساعة السابعة ، لا الثامنة أتت بك، لا التاسعة ولا حتى الألف ، لا مزاجي السيئ ، ولا الاحتقان في حلقي ."

هنا فقدت نفسي.عزيز القلب قد اُغتال ، إفراط حتى الاتكال في الخصام .

 إنه أنا الآخر المسيطر ، المنعزل ، محب القراءة ، مثقف للغاية ، أشعته ظلمة وكلامه قليل، عموماً يصعب الدخول معه في حديث ، مناقشته لا تتعدى الثواني. أناني بالحب متملك، لذلك نسياني للأمور صعب وللتفاصيل تحديداً .

بدءاً من هذه اللحظة قررت أن أتوقف عن كتابة هذه المذكرات القلقة وأن أذهب إلى أبعد نقطة ممكنة في الكون

الساعة ١٢:٠٠ صباحاً من اللا زمان. 

إرسال تعليق

0 تعليقات