خَلقنا غرباء، ونموتُ غرباء.
على عتبة الحياة نقفُ بأمل، بألم.
نحارب، نصمدً، نصبر، نتعب وننتهي.
هي سنّة الحياة أن نفعل كل هذا لنعيش،
لكننا نهايةً لسنا إلّا عابروا في دنيتنا الفانية،
نلتمس من النسيان حفنات لنخفف مابنا من عللٍ،
ونصعدُ على مسرحهِ لنتمثل بالسعادة إمّا بالمال،
أو بالدين، أو بمكارم الأخلاق أو بالنجاح إلخ...
الإنسان بطبيعته يأبى الغربة بتاتًا،
أمّا واقعًا دون شعورٍ ورؤية هو زائرٌ غريب في الحياة،
نعيش بوهمِ الموطن، ولا نعلم أننا ضيوف ليس إلّا،
نشقُّ سُبل الأحلام والآمال والحب والمواساة والنجاح،
لأجل الشعور بالفرح ونتناسى وقوعنا بحفرة النأي،
نسعى لأن نكون الأفضل والأقوم ثم الأجمل،
ولا ندركُ حقيقة مأساتنا الخفيّة وراء ستار آلام الغربة،
دقّت نواقيسُ اليقظةِ للصحو من الجحيم الذي نعيشه،
فلا حول لنا ولا قوة بالتفوه كثيرًا عن منفانا،
غرباءٌ منفيين، من الوعي على جائحتنا الموجعة،
نحطُّ خطايا السنين تحت مسمّى الحياة لن تعيشها ثانيةً،
ونجري غارقين بالغفلة عمّا يجورُ حولنا،
غرباءٌ ضائعين، بين أزقةِ شوارعنا المنسيّة الجميلة،
بين كلماتٍ نُهشَ معناها فأضحت كلامًا عابرًا لا نبالي به،
بين أيام نقضيها بساعاتها ودقائقها وثوانيها بعزلةٍ ووهن،
غرباءٌ منسيين، نُنسى وكأننا لم نخُلق ولم نعش،
نُنسى وكأننا ما ذُقنا حنظلَ الدنيا،
نُنسى كبلدٍ عربيّ تركوه أخواته العرب وتبرأوا منه،
غرباءٌ راحلين، تاركين وراءنا الجميل والقبيح،
الخير والسوء، الحكم والتراهات، الأمثال و المواعظ،
تاركين أنفسنا وارواحنا المتلهفة للبقاء والكمال،
لكننا عاجزين عن فعلِ أيِّ شيء يسودنا لإرادتنا،
لاحيلة لنا بأن نكون باقيين فنحن غرباءٌ متنوعين،
باتت حروفنا المبعثرة على أوراقنا اليائسة،
فضفضةُ قلبٍ وتخفيفَ ألمٍ ونسيانَ غربةٍ،
فختام كلامنا وختامنا نحنُ كبشر،
خُلقنا غُرباء! ، ونموتُ غُرباء!.
0 تعليقات