-مرغمةٌ على أنْ أكون معجبة -
في صباحِ يومٍ غائمًا
رأيتهُ يبتسمُ بسمةَ العاشق المغرما
كانت عيناهُ تبرقان بلمعة
كلؤلؤةٍ في وسطِ بحرٍ معتمًا
في قلبه قال لي:
يا إللهي كم أنتِ تفائلين المحطما
رد عليه قلبي:
كيف تعرف هذا والقريبون مني يحطمونني دائمًا
فقال بلهفة الحب: جميعهم يكذبون!
وحبي لكِ دائمًا صادقًا
فأتت عيني بعينه فعرفتُ أنه لا يكذب
وأنه في سحري متيمًا
فذهبت إلى بيتي متيقنا
أنه مع نسمات الهواء سيأتي أملاً
أملا يخبرني بأن الحياة من غيرِ
حبٍّ كالصبرِ مرا علقمًا
وأنَّ الحب كالمنِ والسلوى
لذيذًا حلوًا مطيبًا
فتلاشيتُ هذا التفكير لأنه يجعلني محبطًا
وإذا بعينيَّ تسهوا في حجريهما
فأتاني بحلمٍ جميلٍ مهذبًا
أنيقًا بعطرٍ زاهيًا ساحرًا
ليخبرني: بأني ملكتُ قلبه
وأنهُ في جمالِ عينيَّ مكبلًا
مكبلاً بقيود مفتاحها
قولي له: أنا في قلبك متيما
فاستيقظت من حلمي خائفةً متوترة
من أن يكون حلمي واقعًا مؤلمًا
فإذا بطيفه يهدأني
ومن يديه يسقيني ماء كالعسلِ صافيًا عذبًا
كملكةٍ يعاملني حوضًا من ورد يهديني
ففرحتُ واستيقظتُ من سهوةٍ كانتْ لي بالدنيا
فتالي اليوم ذاك غازلني
فلم أسمع ذلك بإرادتي لأزده إرهاقًا
ليعرف معنى الحب
وأن الحب ليس دعابًا
ففهم مقصدي
فازداد أمامي إحترامًا
فأصبح يرسلُ مع الهواء رسائلاً
ويختبىءُ بعدها فأدبي زاده إرتعابًا
من سماته خجولًا
ذلك الذي جعله مأسورًا
مأسورًا بين حبه لي وتجاهلي له!
تلك ميزة من صفاتي فماذا أفعل يا هذا؟
فلم أعد أميز أما زلت تحبني
أم تفعل هذا مني إنتقاماً؟
فوصلني دعائه
فقلت: آمينا
فيارب اجعل له نصيبًا من الفرح
واجعل عيناه لا ترى إلا نورًا
فذاتَ يوم لمحته فبدأت عيناه
تغازل شعري ورموشه تنحني إحترامًا
ففي كل جدلة جدلتها
قيدت مشاعره وحبستها
وفي كل رمشة رمشت بها
أمنياته حلق وطار بها
فأصبحتُ أنا المعجبة
وهو العاشق المتبولًا
لا تسألوني عن مظهره
فهو أكثر شخص رأيته في حياتي أنيقًا
فكنت أرى شعره حريرًا
وعيناه عالمًا غامضًا
أما بسمته كتعويذةٍ
ألقيت على ناظرها فأصبح مسحورًا
ومن جمال رائحةِ عطره
تفتحت في البساتين أزهارًا
فلتعلم يا هذا أن عشقك قد زادني إعجابًا.
0 تعليقات