نزلتُ لذلكَ الطريقِ الوعرِ جدًا ، حاولتُ بأن أفُكَّ لجامها وأطلقَ سراحها ولكنها كانتْ تهربُ بعيدًا كلما اقتربتُ منها، حتى تعبت أخيرًا وسقطتْ صريعةً على الارض، مشيتُ بخطواتٓ بطيئةٍ وبحذرٍ شديد، قلبي يخفقِ كأسطولِ فرسانٍ في وسطِ معركةٍ وهائجةٌ خيولهم.
وصلتُ في النهايةِ ، ما هذا! فتاة!؟
أجل فتاةٌ ولكن ما هذا السَّوادُ على ثوبها ؟! يا إلهي ماذا تراهُ عيني إنها مليئةٌ بالثقوب.
لقد أرهقتها الحياةُ وسلبتْ منها اغلى ما تملك، أنوثتها، حريتها، روحها وعقيدتها ، تشوهت عذريتها بثقوبٍ جعلتها تهترِئ.
لماذا كل هذا؟! ما الذي حلَّ بكِ كي تصلي لمرحلةٍ تظهرُ ندوبُكِ الداخليةُ على محيطِ جسدكِ الطاهر.
حملتها ومشيتُ وانا مضرجٌّ بدموعِ قلبي وعقلي ، أصبحتُ كالسرابِ أمشي، أهرولُ وأركضُ أريدُ إنقاذها وأنا أعلمُ بأنها أصبحتْ فانيةً ولقت حتفها !!
وضعتها على السريرٓ وقبَّلتُ جبينها العريضِ وقلتُ لها لماذا رحلتِ؟؟ ثمَّ مسحتُ على شعرها المخمليِّ بمياهِ باردةٍ لأن الصيفَ مشتعلٌ وحارق.
دفنتها بقلبي قبل أن أذهبَ لأدفنها تحتَ التُّراب، سمعتُ قلبي يئِنُّ وهو ينبض, صوتُ أقدامٍ قادمةٌ من بعيد ونورٌ قد أعمى بصري فجأةً وسطَ الظلامِ الحالك.
طرقةُ باب!! حلمٌ جديد!! لقد مرَّ ثلاثونَ ربيعًا !! ألم أتلقَّ عقابي بما فيهِ الكفايةِ لما فعلتهُ بكْ؟!
استيقظتُ على صوت والدي وهو يصرخُ بصوتٍ عالٍ يقولُ بأنهم عثروا على جثّةِ فتاةٍ وقد كانتْ مليئةً بثقوبٍ غريبةٍ بشكلها ليستْ بشريةّ أو حتى بأداةٍ محددة.
نظرتُ إلى المرآةِ وابتسمتُ تلك الإبتسامةَ الوقحة، هذهِ ندوبٌ أنا أعرفها جيدًا لقد رسمتها على جسدها بوحشيتي بأنني كسرتها، حطمتها وقطعتُ وصالَ قلبها إلى أشلاء، وانعكست على شكل ثقوبٍ على جسدها من شدةِ ألمها.
نحرتُ نفسي وقطعت ودجي حتى لا يمرَّ يومٌ آخرٌ وسنةٌ جديدةٌ بتكرارِ نفسِ السيناريو الذي أراهُ دائمًا من ألمِ الضميرِ فاصفحي فاصفحي !!🖤
0 تعليقات