إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

هذا ليس أنا، بقلم : محمود مساد

 إلهنا ، إرفع غضبك عنّا ، إرأف بغانيات حيّنا ، واغفر لساقي الحانة في الشارع المقابل لمنزلي ..

يتوشحني سوادي ، أمشي بلا بصيرة ، متخبط الفؤاد ، أبحث عن ألّا شيء ، في كل شيء ، ما زلتُ أنكر الوجوه ، لا زلت أهاب الألوان والأسماء ، لا زلت أرتدي قلادة كتب فيها 

" الشّك هو الحقيقة الوحيدة " 

ما زِلْتَ تُرعِبُنِي يا أنا ، ترعبني حماقاتك التي لا تنتهي ، يرعبني أملك ، أنتَ قاتلي يا أنا .

مدداً من السجائر مولانا ، مددًا من رحمتك ورضاك ، مددًا من وجه أمّي البشوش . 

لا زال أنا يصرخ في وجهي كلّما جلسنا بخلوة ، ما زال يشتمني ، وأدفعه ، يضربني وأضربه ، ما باله لا يفلت قدمي كلّما هممت بالخروج من غرفتي !

الليل لم يعد مهِمّاً كما النهار ، لم تعد وسادتي المزركشة مهمة أيضاً ، لم أعد أنا أنا ، فأنا رحلَ وتركني مع غريب لا أعرفه ، مفزعه هي المرايا ، تُخبركَ بالحقيقة التي تهرب منها ، دع عنكَ نظّاراتك الشمسية ، دع عنكَ ساعة اليد الفخمة خاصتك ، لا أحد هنا سوانا يا أنا ، تَجَرّد من كل مظاهر الحسن التي تبديها للجميع .

لعلّ غسان سيخبرك بالحقيقة التي كنت تجهلها ، أو عفوًا تتجاهلها ، بعض من موسيقاه كافية لكشف الحقائق تباعاً بينك وبين نفسك ، مزيدًا من كؤوس المارتيني ..

الوحدة ، ما الذي أفعله هنا ! 

هذا ليس أنا ، هذا ليس سقف غرفتي ، ولا هذه سجائري !!

الحقائق تتكشف تباعًا ، والجنون صار قاب قوسين ، رحماك أيها الرّب ، مددًا من عندك مولانا صاحب المدد .

إرسال تعليق

0 تعليقات