إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

أبشع الجرائم ، بقلم : أسماء عبد الله خنفر

 من أبشعِ الجَرائم

لا زلتُ أخفي ذاك السِّر، لا زالَ يُمزِّقني، أشعرُ وكأنَّه جمرٌ عالقٌ في حَنجرتي، ما الّذي حدث ذلك اليوم؟

... اسمها روزانا، التقيتُها في طريقِ عودتي من المدرسة، لم تكن المرّة الأولى الّتي أراها بها، فأنا اعتدتُ رؤيتها دائماً، وكلَّما رأتني تُخبرني بأنّها تُحبني، حتّى في آخرِ فترة تعمّدتُ الخَطأَ في حقِّها وهي ما زالت تقول بأنّها تُحبني، حقيقةً هذا الشَّيء بات يُخيفني، لا أعلم ما تُحيكه لي، نظراتُها ليست بالطَّبيعيّة، روزانا كانت بعينٍ واحدةٍ، كانت تُخيفني دائماً، لكنّها لم تكن تهتم لخوفي، غايتُها دَسّ الكيس الأزرق مكان قلبي!

ربّاه أنقذني فأنا أخافُ روزانا، حتّى كدتُ أغيبُ عن المدرسةِ كي لا أراها، وللأسف لا يوجد غير هذا الطَّريق للمدرسة، الآن ماذا سأفعل؟ سأوضح لكم الموضوع لعلَّكم تفهمونه أكثر، روزانا مُخيفة بل مُرعبة، "عندما أراها تسيطر عَليّ كلّ المشاعرِ إلّا السّعادة والحظ" أشعرُ أنّ قَلبي سيخرُج من مكانِه، وهي لا تُبدِّل ملابسها، دائماً أراها بنفسِ الملابس المُهترئة، لكن إلى متى ستبقى تُخيفني؟ ماذا تُريد مِنّي؟ الآن سأرتجل وأتكلَّم معها.

روزانا.. صرختُ من بدايةِ الطَّريق وإذ بها قادمة ومعها كيسٌ أزرقُ، كان يحوي أربع رصاصاتٍ زَرَعَتها في قلبي!

نعم ما زِلتُ أذكر المَوقف تباً لروزانا تباً لها! لقد غَرَسَت أظفارها المُتعفِّنة في صَدري، وأخرَجَت قلبي فزرعت الرَّصاصات بدلاً منه، كنتُ أشعر بذلك.

كان هذا سِرِّي في الحياة، هذه القصَّة الّتي أشردُ بها ولا أحد يعلمها، فأقولها بكلِّ أسفٍ أنا بلا قلب، فقلبي أخذته روزانا، وأذكرُ أنّها وَضعت به مِسماراً وعلَّقته على الحائطِ أمامي، أمّا الآن فأحاول التَّعايش مع رصاصاتي، فقد تنفجر في أيِّ لحظة، قد أذهب للأبد وأموت.

... مرَّت الشُّهورُ وأنا أعيشُ برصاصٍ في قلبي، إبّان هذه الفترة التقيتُ بفتاةٍ جميلةٍ اسمها كاترين، صادفتُها بحفلِ زفاف يقربني، فتعرَّفتُ عليها ثُمَّ تبادلنا المعلومات عن أنفسِنا، كاترين عوَّضتني عن قلبي الّذي فُقد! 

كاترين لطيفة جداً، هي أقرب لي من كلِّ الأشخاص، حتّى كنتُ أتبادلُ معها أغراضي الّتي أُحبها، اليوم أحببتُ أن أستضيفها في منزلي، وأعددتُ من كلِّ أصناف الطَّعام الّتي تُحبها، وجلسنا وتحدَّثنا و...، في نهاية الجلسة حملت كلٌّ مِنّا هاتفها، كان أوَّل خَبر أنّه وُجدت جِثَّة لامرأة من حَيِّنا، أنا لم أُبالِ بالأمر فكنتُ أقرأ الخبرَ وأنا واضعةٌ ساقاً على ساق وأتلذذُ بِفنجان قهوتي، لكن ما كدت أرفعُ رأسي حتّى أجد صديقتي فَزعة مُضطربة ، فكانت المرأة هي والدة كاترين، وأنا الآن جاء دوري لأعترف أنّي لم أُحب كاترين

فهي ليست صديقتي كنتُ أستغلُّها لأصل إلى روزانا، المرأة الّتي قُتلت اليوم هي روزانا، مَن وضعت الرَّصاصات في صَدري وهي أمُّ كاترين، أنا من قتلتها.

.. منذُ لحظةِ قتلها لا أعرف النَّوم، وأصابتني هستيرية من الضّحك حينها، وحتى الّلحظة تأتيني هستيريات ضحك مُدمجة بقليلٍ من الدَّمعِ الّذي يَسيل على وجنتيّ، لا أدري ما السَّبب.


أسماء عبداللّٰه خنفر

إرسال تعليق

1 تعليقات