رَهْبَةٌ سَتَزول
جِثَثٌ مُنْتَشِرةٌ بِكُلِّ مَكَان، إِصَابَاتٌ تَتَخَطَّى الملايين، خَوْفٌ يَجْتاحُ القُلوب، وأَسئِلَةٌ تَدورُ في البَالْ، مَن التّالي؟ وَ مَن المُصاب بيننا ؟!
ڤيروس كوفيد _١٩ أو كورونا كَما يُقال لَه، الذي تَجاوَزَ الحدود ؛ فَلَمّ يَبقّى بَلدٌ إِلا وَأصابها ذلِكَ الڤيروس المَشْؤُوم ، بَدَأَ بالصّين و أَوْدَى بحَياة الآلاف، حينَما سَمِعْنا به لَم نَقُل إلا أنّه ڤيروس حَصِيلَةٌ لغِذائِهم الغيّر صِحي و قَدّ أرادَ اللّهُ بِه عَذابُهم، وَ عِندَما بدأ يَسْتَحْوذ على جميع البُلّدان وزيادة المصابين شيْئًا فشيًا أَدْرَكنا أنَّهُ دَاء، و هُوَ جُنْدٌ مِن عِند اللّه .
إقْفَالُ المَدّارس ، والجامِعات، و المؤسسات ، سيتم تَنْفيذ قانون الدِّفاع، إطْلاق صافراتُ الإنْذار ، وفَرْض قانون حَظْر التَجَوّل ، صَدْمَةٌ كَبيرة ، عَلِمنا حينها بسيطرة الفيروس على أُردننا الغالي، وكُلّ ذلِكَ نَتيجَةُ الإسْتِهْتَار بالخَطَر، وَ عَدَمْ تَحَمُّل المَسْؤولِيَّة، وَ عَدم تطبيق الشُروط الواجبة علينا للحِفاظ على أنفُسَنا (إرتِداء الكَمّامة وَ الحِرص على التَباعُد ) عَدَدْ الإصَابات بإزدياد يومًا بعدَ يَوْم ، غَيْر أنَّ مِئات الأشخاص مَحْجُور عَلَيْهم .
يتَقهْقر التَعْليم الآن، الذي تَحَوَّل عن بُعد ؛ فمُعْظَم الأهَالي هُم مَن يقومون بإجابَةِ الإختبارات عن أبنائِهم، وباتَ الأطْفال مُشَتَتون ما بين لَهْو و لِعب ، ولا سِيَما طُلاب الجامعات الذين جَعلوا الإمتِحانات وسيلةٌ للتِجارة ؛ فكُلّ شَخْص يُريد التَفَوّق بمادة يَبْحَث عن أحد يُساعِده ولا ننسَّا بِزَمَنِنا هذا لا يُوجد مُساعدة دونَ مُقابِل .
إرْدادت حالات البَطالة ، عُمّال المُياوَمة، أصحابُ الحِرف،أصحاب المطاعم ، وَ كَذلِك مَسؤولين الشّرِكات الذين أَسْهُمَهم بِتَدَني ؛ فمنهُم مَن يُعاني وَ يُكافح الآن من أَجل إكْتِسَاب قُوت يَومه.
أدْرَكنا بِفترة الحَجْر المَنْزِلي أنًَ العائِلة هي أهم مِحْوَر في الحَياة ؛ فَكُلَّ شَخْص كانَ مُلْتَهِيًا بِأعماله دونَ التَقَرُّب لأُسرَته ، أصبَحَت العائلة تتشارك بِكُلِّ شَيْء ، وَ عَزّزت أواصِر المَحبة بينها .
تعلّمنا أنَّ العادات تَتَغيّر عِندما نُريد ؛ فإِغلاق قاعات الأفراح جعلتنا نَعْلَم بِأنَّها لَيست أساسية للفَرَح ، وَ أنَّ بَيْت الأجْر يُمكن دونَ جَعله باهِظ على أهل المَيت .
الجَيش والأمن وقُوّات الدَّرك مُنْتَشِرون بِأنْحاء البِلاد حِفاظًا على سَلامَة المواطِنين، ولِيَزرَعوا الأمن بقُلوبِهم ،ولِيُكافِحوا الخَطَر مِن أَجْلِ شَعْبِهِم تاركين عائِلاتَهم وهم مُدرِكين بأنَّ الأردن هو العائلة الأعْظَم .
ولا نَنسى عَمل الأطِباء و المُمرضين وكم كانوا يشعرون بالذُعْر من أنْ يُنقل المَرَض إلى أفرادِ أُسرَتَهم عن طَريقَهم ، ومَعْ كُلّ ذلك بَقَوا صامدين لِيُخَفِفوا العِبْء على المَرضى.
جَعلنا الوَباء نَتَقرب إلى اللّه ، ونَعلم أنَّ اللّه قادِرٌ على كُلِّ شَيْء و يَجب الصَبر ، ولا نَنسى بأنَّه الرَزّاق والرَّحيمُ بِالعِباد، كُلّ ذلِك سَيُصبح بالماضي وسَيَزول ، لكِنَّ لا نَعْلَم إلى مَتى سَنَبقى هكذا ، نَدعو اللّه أنْ يَرعى بِلادَنا ، وَ يَزول الذَعْر، وأن نبقى صامِدون مُتَجاوِزون ذلك الفايروس ،حَمَى اللّه أُردُنُنا.
0 تعليقات