إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

عُدنا حيثُ كُنّا ، بقلم : الآء عبد الجبار كايد

 عُدنا حيثُ كُنّا

عند نُقطةِ الصفرِ حيثُ التقينا في الماضي، افترقنا في الحاضرِ، أعوامٌ حافلةٍ بالهَوى و الهِيامِ باتَتْ مُجَرَدَ ذِكرى و شَرخٍ في الروح، فتدمع العينُ، تَحِنُ الروحُ ويتلهفُ القلبُ لِما ولّى وَ مَضى.

قَبلَ مجيئِكَ لعالمي كانَ الظلامُ رَفيقَ أيامي و كانَ البُكاءُ حليفي، و بقدومِكَ يا نورَ أيامي، زالَتْ العِتمةُ و بتَ حليفي، فبدتْ أيامِي ربيعًا مُزهرًا، مليئةً بكَ يا سَعادةَ أيامي، أحببتُكَ لدرجةِ أنّي نسيتُ كيفَ كانتْ أيامي الخوالي دونَكَ، و انتابني الخوفُ مِنْ أن تَرحَل عنّي ذاتَ حينٍ، لذا دعوتُ الله في صلواتي ألا تَنقَطِعَ حِبالُ الألفةِ بيننا و ناجيتُهُ أن يُديمكَ إلى جانبي و أن يَهِبَني العُمرَ المديد برفقتك يا عزيزي.

لطالما أخبرتُكَ بأنّي سوفُ أموتُ مِنْ بَعدِكَ، إلا أنّكَ لمْ تَأخُذْ حَديثي عَلى مَحمَلِ الجِدِّ، فَذهَبتَ في حالِ سبيلِكَ دونَ أنْ تَلتَفِتَ إلى الوراءِ لثوانٍ، رحلتَ تارِكًا ورائَكَ جَسدًا حَيًا هزيلاً، أما الروحُ التي كانتْ تحيا بِهِ فتلاشت و ارتحلتْ عن هذا الجسدِ لاحِقةً بِكَ لتحميكَ و حتى لا تغيبَ عنْكَ للَحظاتٍ، انفصلتَ و روحي عنّي، فعُدتُ كما كُنتُ في سابقِ عهدي، رفيقةَ الظلامِ و حليفةَ البُكاءِ، أما الجديدُ الآنَ فهُو أنّي بقلبٍ يحترقُ شوقًا و بلا روحٍ.

إلى نُقطةِ البدايةِ عُدنا، لمْ نَكُنْ معًا و لنْ نَكونَ مُجددًا و ما مِنْ إختلافٍ سوى أننا في الماضي لم يَعني أحدُنا للآخرِ شيئًا و الآن بتنا مجردَ ذِكرى كُلما مرّت بِأحدِنا انتفَضَ جَسدُهُ وارتعَش قائلاً: بالرُغمِ مِن كُلِّ الوقتِ الذي مَضى، يهْتَزُّ كَيانِي كُلَّما اسْتَذكَرْتُ شيئًا كان يربِطُنا.

الآء عبد الجبار كايد

إرسال تعليق

0 تعليقات