إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

لستُ أنا، بقلم : ربى رويضان

 لستُ أنا

        اسمي شوق والشوق يقتلني لاسترجاع نفسي، وصلت الأن إلى مرحلة إما أن أبكي أو أن أنهي حياتي لعلي أسترجع نفسي، وجعل كل من حولي لا يرى كتلة الاكتئاب الموجودة بجانبه!


     بدأ يومي كأي يومٍ عادي، الشمس مشرقة والزهور تتراقص مع أشعة الشمس الغائبة عنها منذ عدة أيام، جلستُ في الغرفة الصفية على كرسيَّ العتيق الذي من الممكن أن يكون أنهى علاقات دامت سنوات أو جمع أُناس بقوا أصدقاء إلى الأزل.


     قد افترقنا! نعم افترقنا، دارَ بيننا حديث طويل على ما أظن، عدتُ إلى غُرفتي وذهبتُ في نومٍ عميق قد تكون مدتهُ نصف يومي على ما أظن، استيقظتُ ولم أشعر بشيء وكأنهُ لم نفترقق ابداً، مضى يومان ولم أتحدث مع أحد إطلاقاً قد استحوذَ الهدوءُ قلبي وحولي، بمجرد تحدُثي لأيٍ كان بصيغة المزاح أو النقاش على قطعة قماش ليس لها قيمة، أنهار بالبكاء دون أي سابق إنذار، يسألوني عن أحوالي أخبرهم أنني بخير ولكني لست كذلك.


     قد انتزعت روحي من جسدي قد تلف قلبي وأصبح مرهقاً وعتيقاً كالكرسيّ الذي انتهت فيه الأفراح بعدها، وبعد مرور عدة أيامٍ قد تصل لأسبوعٍ وما بينهما وأنا لم أتناول الطعام ابداً، أستمر بيومي على المنبهات فقط، وأمي توبخني في كُل مرة، أنني أعتبر أمي أفضل وأحن شخصٍ على الإطلاق لم أتقبل هذا الشيء إلا حين انهارت في البكاء من شدة خوفها علي، أود أن أنهار بالبكاء وأجعل كُل ما بداخلي يَسقط كقطراتِ الماء؛ ولكن ليس لدي الرغبة بالبكاء إنه أمر معقد جداً.


     في كُل صباح يتقدمون أصدقائي إلى عناقي في العدة ثواني التي تعبر أشعر بأمان وأني لست وحدي بمجرد الإبتعاد عن أحضانهم يذهب الأمان وأعود وحيدة، ينطلقون للحديث معي استمع لهم ولكني لا أفهم لغتهم.


     في الثاني عشر من شهر مارس اتخذت في هذا اليوم قرار إنهاء هذا العناء وبدأت بالتجهيزات لعملية الانتحار، هذا يوم جميل بالنسبة لي حتى استطيع أسترجاع نفسي، ذهبت إلى صديقاتي كي أراهم لأخر مرة، في نصف الحديث عن إمتحان اللغة الإنجليزية تقدمت إحداهن لعناقي، قد دامت مدته دقيقتان على ما أظن؛ ولكن هذا العناق الشديد جعلني أنهار بالبكاء! نعم نعم استطعت أن أبكي، قد اغتسل قلبي وعيناي، لم أرى وحش الظلام حولي!


إرسال تعليق

0 تعليقات