تفرّد الحُزن بنا
ليست كذلِك بل كانت بِمثابة غَصة عُمر، كأنني أتجرع الأسى، اتلوى ألمًا بين حِين وَحِين، الوِحدَة تَغزو المَكان، الأسئِلة تَعصِف بذهني كأنها إِعصار، يَا تُرى كيف لِكُل هَذا أَن يُصيب قَلبِي وَيُتلِف رُوحي بِتِلك الصُورة؟ يَا تُرى هَل الأَشخاص هُم السَبب بِما آلت نَفسي إِليه؟ أَم أن السَبَب هُو تفكيري؟ توصلت إلى أَن زوال الناس أَمر حَتمي في هذه الدُنيا، وَأن التَأقلُم مَع الفُراق وَالبُعد والوِحدَة يَكاد يُصبح شَيء لا بُد مِن التَعايُش مَعه، وَأَنها تَأتِي لِتُخَفِف عَلينا حِقد البَعض، وأن الحَياة صَعبة عِندما يَتَفَرّد بِك حُزنك في الوَقت الذي لا تجد مَن يَسنِدك ويخفف الثقل عن قلبك، ما كانت وِحدَتُنا عبثًا، علمتنا أننا نحنُ في القِمة دائمًا وأَفكارنا مِلكُنا نحنُ فقط، وَلا أَحد لَهُ الحَق بإِشغال حيزًا في قلبِك ولا عقلِك ولا شعورك ما دَام يزرع الحزن في فؤادِك، مَا الأَشخاصُ إلا عَلاقات عابرة وما نحنُ إِلا وسِيلة فِي حياة بعض، صادق نفسك كَأنكَ صديقُك وكفى.
0 تعليقات