السماء لا تمطر ذهب،. بقلم : هبة سليمان محامدة

 السماء لا تمطر ذهب

يحكى بأن هناك قرية كان أحد سكانها  أب كبير في السن، وكان عند الأب ولدان فقط رزقه الله بهما بعد وقت طال انتظاره، قرر الأب بأن يسخرَ شبابه ليرعى أبنائه، وكان ذلك فما كان للأب إلا أن يعمل جاهداً ليوفر لأبنائه إحتياجاتهم.  

كبر الأبناء مع تقدم الأب في السن لكن كانا دائمين التقاعس فلم يكن أي واحد منهم يبذل مجهوداً، ولو كان الأمر هين. 

تقدم الأب في السن وبدأت الشيخوخة تحتل ملامحه وتكسو  الآلام عظامه، ووهن الجسد وشيَّب الشعر وخانته قواه.

فقرر بيوم بأن يجتمع بأبنائه ليعلمهم بأنه ما عاد كسابق عهده وأن لا بد منهم الآن بأن يَّحلان مكانه في الأعمال والفلاحة لكسب المال.

إجتمع الأب بأبنائه قائلا لهم : يا أبنائي الأعزاء، كنتما مدللاي الصغيران، فسخرت شبابي لكما عملت ما أستطع وجاهدت بما لا أستطع؛ لأوفر لكما كل ما تحتاجاه، لكن الآن يا ولدي خانتني قواي، وما عاد باليد حيلة، فيجب عليكم الآن بأن تستعدان لتحلان مكاني.

فكما تعلمنا نحن بحاجة للعمل وليس لنا بديلا عنه؛ لنكسب المال وسنستمر بالعيش فما كان للسماء بيوم أن تمطر ذهباً.