وَقيعَة مرض
إلى صديقي القديم الذي احتضنه التراب
أعلم يا صغيري أن رسالتي لن تُقرأ بل ولن تصب حتى ولكنّي اعتدت على ذلك، اعتدت مراسلتك كلّما شعرت بالحزن، اعتدت مراسلتك كلّما شعرت بالضّيق، اعتدت وجودك بجانبي دائمًا، اعتدت سماع صوتك حولي تخفف عنّي ما أمر به، حتى بات صدى صوتك يتردد في رأسي كلّما أصابني الأسى أو زارني الاستياء.
عزيزي أتمنى أن تكون بخير في عالمك الجديد، أتمنى أنك قد تمكنت من عقد صداقات جديدة هناك، أخبرني أنك وجدت صديقًا لطيفاً يمارحك كلّما حزنت ويجعلك تبتسم، أخبرني أنّك وجدت صديقًا رؤوفًا رحيمًا رَهيفًا، صديق يعوّضك عن كل النقصان الذي عاشيته في العالم الحقيقي، أخبرني أنك وجدت نورًا أخرى هناك، نورٌ تحدثها عن تفاصيل يومك، تروي لها أحاديثك الساحرة، ومغامراتك الأخّاذة، أخبرني أن نور تلك تقف بجانبك كما كنت أفعل، أخبرني أنّك بخير برفقتها .
عزيزي لو تعلم كيف أضحت الحياة بعدك، تخيل حياة خالية من الفرح المتشكل على هيئة انسان، تخيل حياة بدون عيناك الجميلتان وثغرة الباسم.
أخبرك يا عزيزي أنّ صورتك التي ما كنت تحبها باتت صديقتي الدائمة ترافقني أينما حللت، ودب اللعبة خاصتك أصبح صديقي الأقرب والوحيد
عزيزي أكتب لك وكلماتي تعجز عن وصف مشاعري، أكتب وكلي أسى، أكتب والحسرة تعتصر قلبي، أكتب في أربعين رحيلك مفصحة لك عن توق كبير، أكتب بتلهّف وشوق وأنين انحنت أمامه كل المشاعر.
أكتب يا عزيزي متمنية لك حياة أخرى جميلة وسعيدة، أكتب متمنية لقاءً قريب، لقاء في الجانب الآخر من العالم حيث لا شجن ولا قلق حيث لا غم ولا همّ ولا ألم.
أحبك جدًا
من أنيسة وحدتك وشريكتك في مرضك وعزلتك
الساعة 1:45
السادس عشر من شباط لعام 2021
0 تعليقات