إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

سنقبر الفقر، بقلم : أحمد حماد

 سنقبر الفقر

لا، لا تتَذمر وتشتَكي لفَشَلكَ بِمسابقةً او عَلاقة، هُناكَ من يبكي لأنه لم يحالفهُ الحظ بأيجادِ قطعة خُبزاً يابسة، وهو من الصباحِ على قدَميهِ، لم يجد قطعةَ حَطَباً يدفئ بها جَسَده النَحيل بهذا البردِ القارس، 

أين العدلُ يا بَشر ؟ 

 المسؤولُ غني ينامُ على القطن و الحرير، ومن ينامُ على الحصيرة هو العبدُ الفَقير، 

يا ليتَ الزَمنً يعودُ كما كانَ، لا زعيمُاً يرتاح الا وشعبهُ مرتاح، تباً أصبحنا مثلَ الحيوانات، الكَبيرُ يأكلُ الصغير، القويُ يقتلُ الضعيف.


شاباً عملَ وتعبَ على نفسه وأعطى دراستهُ كلَ جُهدهِ و وقتهِ، حتى يصِلَ للحظة النَجاحِ والتخرُج، يقولُ لنفسِهِ كلُ ما عملتُ بهِ سيتعوض، سأعمل سأكبر والفقرِ سأقبر، 

يا لهُ من مسكين، يظنُ اننا ما زلنا بالزمن الذي كانت به الشهادةُ سِلاح، 

ذَهبَ وتقدمَ لكلِ شركةَ ومتجر حملتهُ له أقدامُه، منا يتعبُ سِنيناً ليأتي من معه واسٍطةً ويوزعُ الرشاوي، بلمحٍ البصر يخطفُ من بدهِ المفتاح، تعريفُ الواسطة هيَ تقديمُ الذهبِ على طبقاً من فضة لمن لم يشقى، وهناكَ من كُسِر ظهرُه وهو يحفر الأرض لإيجاده، الواسطة مثلُ سحبِ قطعةِ لحم من امامِ متعباً وجائع، ورميها بمعدةً تكادُ ان تنفجر من الشبع، 

اينَ المساواة ؟ هل العدلُ والحقُ تَلاشى؟ 

والفسادُ والخراب تَفاشى ؟

 

رجُلاً عمِلَ لعشرات السنوات، تقاعد وأخذَ بعضَ القروش بِمُسمى المكافأة، وراتِبُاً شهري لا يكفي عائلة، وآخر ينهب و يختلس ويبيضُ الأموال، سُجن لشُهور وخرج بكفالةً وقالَ انَ حكمَهُ بَراءة،

لعنةٌ على زَمناَ يرفَعُ بهِ اسمُ الشخص اذا كَثُرت أمواله، وآخرُ يكافحُ ليَعيش، والناسُ تَقول انهُ ليسَ بمَقامه،

تباً لِكُلِ يوماً يهانُ بهِ عامِلاً مسكين، ،يسكتُ عن حقه ويغلقُ فمه حتى يبتَلعَ لُقمته، مُديرُاً ظالم يسبحُ بالعسل، و موظفُاً بائس يجمعُ قُمامته.


الفقرُ ان تكونَ لا تملك المال، لا، بل لهُ اشكالاً عدة : أهمهُ فقرُ العلمِ والمعرِفة، قلة الضميرِ و الانسانية، او ان تكونُ عديمَ الرأي والحيلة.

 

ان يكونَ الإنسانُ فقيراً ليسَ عيباً، ان عرفتَ كيفَ تَصونً كرامتكَ و ان لا تَمُدا يدكَ للحرام، لو انَ كل مخلوقاً في هذه الدُنيا ضاقَ يومَ قهراً وفقر وشعرَ بما يشعرُ بهِ غيره كلَ يوم، لاشفَقَ عليه كما أشفَقَ على نفسه، ومدَ يدَ العون للخير، لأصبحَ العالمُ  افضل، ولقُتلَ الفقرُ ودُفن.



إرسال تعليق

0 تعليقات