إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

مقالة بعنوان سيدي، بقلم : رزان حمد

 بسم الله الرحمن الرحيم 


سيدي الرَّئيس , يا مَنْ تَحمِلُ على كاهِلِكَ أَعباءُ هذهِ الحياة ...


أُرسِلُ لكَ أنا روحُ القُدس , المُغتَصبَةُ بِظلامِ الظُّلمِ الدامِس , المَغلوبَةُ بِهيمَنةٍ استيطانيَّة , الواطِؤُ على ثَراها عَدوٌ صَهيوني أغشَم ...

قَدْ عاثَ في أرضي مُحتلٌّ مُنذُ قَرنٍ مَضى , وَصبَّ فيها الفَساد , احتَلَّ بَيتي , شرَّدَ أُسرتي , واعتَقلَ ولَدي فلِذَةُ كَبِدي , وهَدمَ سُكنايَ ومَعقِلي ...


في لَيلَةّ حَلكاء , أَنارَتْ سَمائي بِخيوطِ الشَّمسِ الذَّهبية , وأَصبَحتُ لوحةً فنيَّةً يَتغنَّى بِها أبناءُ وَطني , أَبناءُ العُروبَةِ والإِخاء . 

لكن ... 

مهلاً ؛ الشَّمسُ لا تَسطَعُ مَساءً سيادَتُكم ! إنَّها أنوارُ قذيفَةٍ صَهيونيَّة حلَّت على سَمائي وأَوجَزتْ فيها مَعاني المُعاناة . قَذيفَةٌ قَدْ ذاقَ مَرارُها أبناءُ غزَّةِ العزَّة , وسَطَّروا في تاريخِهم أُسطولاً قَذائفيًّا مِن أَشباهِ هذه الأنوار . 

سماؤُهم عُطِّرَتْ بِعَبَقِ الشَّهادَة , طِفلٌ يكادُ أنْ يخطو أُولى خُطواتِهِ على رُبا هذهِ الأرض , أصبَحَ طيرًا في هذهِ السَّماء . وأُمٌ تَحمِلُ في أَحشائِها نُطفَةٌ نُفِخَتْ فيها الحياة مُنذُ أيامٍ مَضت ,ْ قَدْ أصبَحَتْ تحتَ رُكامٍ لا يعرِفُ سِمَةً للإنسانيَّة . شابٌ في مُقتَبَلِ العُمر مُقبِلٌ على الزَّواج , أصبَحَ رمادًا نُفِخَ معَ الهَواء , وطِفلَةٌ تَرى في عَينَيها بَريقُ أَمَلٍ في هذا الكَونِ الواسِع , لكنَّها قَد صارَتْ في ذِكرى التَّاريخ ... أَيَذكُرُها التَّاريخ ؟!

سُوَيعاتٌ وَكانَتْ غزَّة تَحتَ أَنقاضِ الرُّكام , ولِماذا ؟ لأنَّها لبَّت صرَخاتِ القُدسِ الحَزين ...


سَيدي الرئيس ... 

أنا ابنةُ الأَرض ونَبضُ الوَطَن , أَطلُبُ مِنْ سيادَتِكُم إحالَةُ قَضيَّتي في مَجالِسِكُم , لَعلِّي أَرتَئي بَصيصَ أَملٍ رؤوفًا في أبنائي . أبناءُ كَلمةِ الحَق , أَبناءُ الصمودِ والعِزَّة , أَبناءُ الوَفاءِ والكرامة , أبناءٌ لا تَهونُ عليهِم صَرخاتُ الحَرائِر وآلامُ الكَهَلة , فَلبّوا النِّداء وَأَحقّوا الإنتفاضَة ...


وأختِمُ رِسالَتي بِرَجاءٍ أَخير , أرجو مِنْ سِيادَتِكُم إنصافي في مَجامِعِ الحقِّ , فأنا دارُ العِبادَة وقِبلَةُ الصَّلاة ومَجمَعُ الدّيانات وَقِيامُ السَّاعة .

فَشُكري لَكم قَيدُ أنامِلِكُم 

دُمتُم بِوُد ...


الساعة  4:20 مساءً



إرسال تعليق

0 تعليقات