تقول:
كفاني ركضا وراء الاطلال ،التشبت بالاوهام ورسم قصص من خيال، اهيم فيها مع حبيبي الذي اطمح ان اكون معه، اسافر مع حبي العفيف الطاهر البريء الذي احاول إنقاذه من طفيليات الوساخة وتفاهة سلوكات الباطل... اتجاهل نظراته التي تراقب من بعيد ، اتجاهل ليس خوفا من كشف الاعجاب الذي يختبئ وراء نظرات عيوني ، وانما زهدا في اللحظة واستغناء عن نظرات قد تتبعها مشاعر لاارادية... قد اخجل منه ... لكن حيائي من ربي اكبر بكثير من خجل صغير جبلت عليه ...
وان كان يبلغ من العلم والمعرفة مايبلغ، وان أحسست أني لااتوافق معه فكريا لظني انه يسبقني بمسافات، وان اعتقدت أني لااستحقه لعدم يقيني بامتلاكي كل تلك الصفات الجميلة التي يمتلكها.... وان كانت تنتابني كل هذه الافكار لن اتخلى لحظة عن مبادئي، لن ابادر ابدا لمجرد فتح الحوار والتعارف وإلقاء التحية رغم سابق معرفة قليلة مأطرة بيننا، لن افعل لان قلبى يحمل مشاعر ود ومحبة لاتقبل الاستلطاف قبل التوقيت الصحيح، وان ضيعت مني الفرصة كما يقال، لكني لااكثرث ولااؤمن كثيرا بهذه القولة لانها قد تدفعك احيانا لمحاربة القدر وخلق صدف غير جديرة بفتح الباب المغلق... فلن تجني من ورائه غير المتاهات والسير في طرقات مظلمة لاتعرف الشمس مسلكا للنفاذ داخلها... لايهمني حاليا رأيه تجاهي ، فليفكر كما يشاء ، لن ابرر عفتي وخوفي مقام ربي وان عكست المعاني وضلت مجراها الصحيح...
ان ابتليت بحب احدهم فليس باختياري وانما هو امتحان لابد مع الوقت من اجتيازه وتجاوزه ... أفكار استباحة القرب ماهي الا هلوسات شهوانية تستدرج المتعة بغية تخدير العقل لجعل صعوبة البدايات عادة قديمة نحو تغيير المعاني لتبرير الخطيئة...
انا مريم ، فتاة خجولة شيئا ما ، تفكر كثيرا قبل الاقدام على الشيء، تتأنى، تعيد حساباتها ولاتندفع ، حليمة جدا مع من حولها لدرجة انها تتأثر بالفعل البسيط قبل الكبير ، تستسلم لعاطفتها ورقة شعورها... وكثيرا ما تتعرض للاحراج بسبب ذلك... لكنها في الاخير شخص يتصرف بعفوية وتلقائية كالاطفال الصغار أحيانا... فتتقبل اخطاءها بمرح ، لاتعيد الكرة ثم تمضي...
ماتعرضت له في هذه الايام الأخيرة اشبه بعرض مسرحي لايعرض على الشاشات التلفزية، فيضطر الجمهور شراء تذكرة دخول لمشاهدة قصة المواقف والاحداث التي أمثل دورا بطوليا فيها... الا اني من حيث لا ادري مالت نفسي فاعجبت بشخصية أحد الجمهور التي شاءت الصدفة ان تجعله ضيفا دؤوبا في الصفوف الاولى ياتي لمشاهدة تشخيصي ومراقبة حركاتي بصمت، كثيرا ما تلتقي نظراتنا لتحمل بين ثناياها اماني تسترجي الارتقاء من عالم الاحلام لدنيا الواقع العملي القائم على نظرية المنطق...
صمتنا معا دون مبادرة اي احد منا نحو الآخر طيلة الجولات المسرحية ، مجسدة انا الشخصيات ، مشاهد ناقد هو محلل للحركات والسكنات يحاول التفريق بين تمثيلي وهويتي الحقيقية الكامنة وراء دوري المصطنع... كان تواصلا ميميا عن بعد... لم يخترق حدود المدينة الفاضلة الافلاطونية، وماان انتهى اخر عرض مسرحي لي حتى تبخر رفيق احلامي المزعوم ... لتبقى قصة مأرشفة بين ملفات قصصي ... ربما لم اسعى لكتابتها الان بحبر قلمي الاحمر لكني امنح للوقت كل الاشارات الخضراء لتأليف مايشاء من الاخبار املا أن تحمل السعادة وحلاوة اللقاء بعد وداع!! وان لم يكن كذلك فتكفي المكافأة العادلة على الصبر الطويل وما أخفاه من ترقب سنين لكن شعلة الأمل لاتنطفطئ مع اصحاب العزم الذين الهموا صفة التباث وصاروا عليها .. فاختيار طريق البقاء في عزلة بسلام اهون من الانجراف نحو تعقيدات المسميات الباطلة ... فمن يبخس قيمة كرامته يرضى بالرخيص ويستحق مايجلبه من معاناة لنفسه...
أما الآن فقد حان وقت الرحيل !!!
0 تعليقات