إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

افقتدكِ يا أختي، بقلم : رحمة عرسان إسماعيل

 يداكِ كانت باردةََ جدا ووجهكِ بدا عليه الشحوب، للمرة الأولى لم أستطع مناداتكِ خوفا من أن لا تُجيبي، للمرة الأولى لم أقوى على النظر إليكِ ولا الاقتراب.. ليس بسبب آثارِ الدماء على وجنتيك، لا وليس بسبب هالة الموتى التي تحيط فيكِ، بل لأنني خائفة جداً من التصديق.. مجزوعة أختي بفكرة رحيلكِ ورحيلنا... 

بأنني وبعد هذه اللحظة ومنذ الغد سأتركك وبيتنا وأرحل. بينما أعلم أنني بقراري هذا لن أزوركِ مطلقاً، لن أستطيع حتى. وبينما أنا لا زلت أراكِ في كل مكان. تستمر أحاديث من حولي بتسفيهي، حتى عندما أفتقد وجودكِ على مائدة الطعام، وأول يوم في المدرسة. يخبرونني بأن أكف عن تخيلاتي المستحيلة. لكنني وكيف أقنعهم بما لم يبصروا؟ كيف لمن جاوزَ الحياةَ مثلي أن يُريهم ما كان من المبكر عليهم أن يبصروه، فالذي فقدَ الحياة قبلًا لن يراها كمن عاشها للمرة الأولى.

إرسال تعليق

0 تعليقات