هذه المرة كانت الإصابة عميقة بداخلي، الآلام بها قاتلة، وأختطفتني مني، فلم يتبقى بي سوى شحوب الليالي وضوء هزيل متبقي أثره على مقلتي،
ولم أعد أنا ذاك الثرثار الذي لا يتوقف عن الحديث ثانية من الوقت، فأصبحت كلماتي قليلة جدا، وأمتلكني الصمت بشكلٍ لا يطاق،
لم يعد النوم كافياً لمواساتي أيضا، فهذا الكم الهائل من الأحزان قد إزداد على غير العادة، أين سأهرب هذه المرة يا ترى؟ من ذا الذي سيحتويني؟ ومن سيشعر بهذه الأوجاع الدامية؟
كيف سأمنع الدموع المنهمرة من التساقط، فهي أشبه بالغيث الذي من غزارته شق الطرقات وأجرف الأودية فغير من تضاريسها،
وهذا مافعلته مدامعي بي أيضا، فقد أجرفت وجنتي وغيرت تضاريس ملامحي، غدوت في صراع دائم مع نفسي، كيف سأمنع هذه الندبات من الظهور علي، كيف أمنع الأخرين من رؤيتها، فأنا لا أحبذ شعور الشفقة من أحدهم، وأعتدت أيضا على أن أخوض معاركي بنفسي،
لكنني هذه المرة دون جدوى، فلغة العينين حقيقة لا يمكن إخفاؤها مهما فعلنا،
كلمات ممزوجة بالخيبة يرسمها قلمي الآن، ليس فقداناً للأمل ولكنها طوق نجاة لي، فأنا لا أملك أحداً أخبره أنني لست بخير لذا جعلت من الكتابة سبيلاً لي،
مايعيب القوي شيء غير لحظات الإنهيار مابينه وبين ذاته،
ولكنها مهما غدت قاسية إلا أنها ستصنع منك فكراً ناضجاً يجعلك ترى هذه الحياة بكل وضوح، لا تجعل نهايتك بين هذه الأحزان أبداً، وعليك المحاولة مرة أخرى، فمهما عاكسك العالم، لابد لك أن تحصل على الإنتصار وسط هذه العتمة القاتمة، مهما كان صغيراً ستفخر به يوما، ولم يكن سوى البداية، فأنت لها، لا تبالي بهذه الإنتقادات مابين أحروفي، تارة أخبرك أن الأحزان قد إنتصرت، وأخرى أريدك أن تحاربها،
كل مافي الأمر أنني لا أعرف للهزيمة عنوان يا صديقي، مهما كان بي فلن يجعلني أفتقد الأمل بتاتاً،
وقد ترى تلك الهالات السوداء حول عيناي، اللامبالاة التي أخوضها نحو كل مايحدث، سترى أيضا إنطفائي وأختفاء إبتسامتي، ولكن لا تبالي فأنا لم أتوقف عن المحاولة مهما تصورت بأنني أوشكت على مشارف الإنتهاء،
فلا الدرب أنتهى ولا البداية أقفلت،
ولتصنع بدل الفرصة ألف، إذا أردت الحياة وأردت أن تكون عليها.
صراع داخلي يحتويني
0 تعليقات