إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

الحل الأخير، بقلم: آية محمد

 الحل الأخير  : سأمت من وحدتي ، وعدم وجود شخص يؤنسني ، والمكان أصبح باردا على الرغم من الجو المشمس خارجا ، وبدأت أيأس من إيجاد الحل الأمثل للخروج من ظلمة الوحدة ، فكرت في اللجوء إلى شخص يؤويني ولكنني تذكرت بأنني لا أحاط بالمحبين لذاتي ،ألاقي اللؤم والبغض والسخرية على الرغم من أنني لم أؤذي أحدا ، ألاقي العتاب دائما على أبسط الأخطاء ، والغير يخطئون ويلقون المديح ، وهنا قررت أتخاذ العزلة ملاذ أحتمي به ، فاختباءت عن العالم الموحش ، وتواريت عن الأنظار ، وكان المؤنس لي فقط هو مخيلتي . لكن بسبب النقد القوي والعنيف الذي كنت أتلقاء من الغير كانت مخيلتي مؤنسا سيئا ، تذكرني بأفعالي الخاطئة ، بالسخرية ، بالاستهزاء ، بكل كلمة سيئة تلقيتها من أفواه من حولي ، بدأت بالبكاء ، والصراخ ، واللوم لذاتي ، وسأمت من العزلة التي كدت أتصور يوما أنها ملجأي . وبعد فترة من الزمن ، رأيت نورا خافتا، وكان ذلك النور كفتحة صغيرة في وسط الغرفة ، تبعته ونظرت بتمعن ، وإذا بي أعرف مصدره ومنشأه ، وأدركت بأنها ثقتي بنفسي ، نظرت إليها بحزن وقلت : يا لها من من فتحة صغييرة جدا ، يصدر منها ضوء مشع ولكنني لا أستطيع رؤية ما بعد ذلك الثقب لأنه صغير جدا ، بدأت أفكر في طريقة لتوسعتها والخروج من الظلام ، جربت جميع الطرق ولكن بلا جدوة ، قلت في نفسي ، حتى عندما وجدت مخرجا كان صغيرا جدا لا يمكن لنملة صغيرة اجتيازه ، ولكن ! وبلحظة ما راودني فكرة ، وقلت : هذه ثقتي بنفسي ، فلكي اجتازها علي أن أذكر محاسني وأمتدح نفسي ، فبكل مرة ألقي المديح لذاتي تتسع ، وتتسع وتتسع ، حتى أصبحت فجوة مليئة بالنور ، فرحت وتجاوزتها وإذا بي أرى نجاحي وتفوقي  ، وأحلامي تتحقق ، علمت حينها بأنني لم أكن سيئة كما يقول البعض ، بل كنت افتقر لثقتي بنفسي التي كانت ستكون سببا في بلوغي الحلم والطموح ومن يومها سأبذل ما بوسعي لحمايتها ، والذي سيحاول تحبيطها سأقف في وجهه مدافعة عنها بكل قوتي .

إرسال تعليق

0 تعليقات