أمسية بكماء
وعلى سكة حروفي قد سار قطار أحزاني، وأحلامي، أوهامي وحتى سعادتي التي عبرت بلمح البصر، قد سارت وعبرت ثم هاجرت، لتكمل دورة كاملة ثم تعود حيثما ولدت. عيناي تناظر البدر يحدثها عن ماضٍ وحاضر، وربما تتحدث عن المستقبل، تُحصي الأماني وكأنها تَخشى رحيلها، تخشى رحيل الذاكرة فتغدو ماضٍ ليس له حاضر، تُحدث النجوم حديثًا بقدرها، وكأنها تُلقي أمسيةً على حشد من الناس، وهي واثقة بأن الجميع يستمع، لا لِكلامهم المحبط، الجميع يصغي بكل جوارحه، تَرتسم على وجهها إبتسامة تعتريها لآلئ تسير على وجنتاها لتسقط فتنحدر، ربما تطفئ بانحدارها تطفئ نارًا تشتعل .
قد ناظرت رداء السواد والذكرى بدأت تعتري خيالها تسير على أوتار الذاكرة وكأنها ستُغلفها بذات الرداء، يتخللها حزنٌ رحيل هذا و وصول ذاك، ذاك يولد وهذا يموت، ليتهم إصطحبوا الذكرى برفقتهم ليتني رحلت أنا وبقوا هم، بدأت أرى في النجوم عمري ربما خمسٌ وعشرون سقطة، وثمانون نهضة، والكثير الكثير من الحروف المتناثرة التي تَدثر رحيقها في كل يوم وساعة، دقيقة وحتى ثانية، تزرعُ بذور أحلامي، طيات أوراق كُتبِ قد تبدو هرمة ك جمال حروفِها.
رأيت بالقمر هدفي ومنالٍ سأصبو إلى عليائه، وفي كل فوهاته يتكون لي سقوط ونهوض، حزن و فرح، يأس و سعادة، ومع بزوغ فجرٍ رأيت هبات النسيم تجفف وجنتاي وترتسم إبتسامة يشوبها قلبٌ يعتصر، و مشاعر متخالطة، أن تتألب أحزانك ويأسك في مرمى فؤادك في وحدتك تخشى نطق ما يجول في أوتار عقلك و سير الدماء التي تسير في مجرى الأوردة، تلك التي قد إختلط فيها سواد حالك قد عكسه رداء السماء، البوح خفف عني وسلب مني، أُرهقت فكفاني منكم تحاملًا .
0 تعليقات