إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

نزيف عين، بقلم شذى طعاني

 نزيفُ عين 


في آخرِ الدُجى ، يعمُّ الهدوءَ المكان، يذهبُ الجميعُ لفراشهِ ، منهم من يغمض عيناه ينعمُ بسَكِينة ، وينام مرتاحًا ، ومنهم من يغمض عيناه ويبقى عقلَه يقظاً في ليلٍ مكفهّر ، متشرداً ، مزَّقَ الدهرُ خلايا قلبه بسِكِّينة، يأسفُ عمّا مضى من عمره وهو مكتوف اليدين .


أقلامي صامتة ، لا حياةَ فيها ، حبرها تحوّلَ إلى قطراتٍ أشبه ما تكون دمعًا من غيرِ عين ، أيا حسرةَ قلبٍ على أمٍ ثَكلى ، حضنها الدافئ تجمدَ من آهاتِ الزمن ، الحياة أصبحت بنظرها أشدّ رهبة من الموتِ وهي بين الخوف والوهم ..

كم من مرةٍ كفكفت دموعها محاولة النسيان !

 فانهالت من جديد ،  ومن ثم تنهيدة مصطحبة بغصةِ وجع تستقرُّ في جوفِها عمّا سلبت منها الحياة . 


كاتمةٌ هي ، لا تظهر ضعفها إلّا في جوفِ الليل ،

وفي الصباحِ تكون بارعة في اصطناعِ ابتسامة باردة على وجهِها لتخبئ عَبرتها خلفها ، بالرغم من كل شيء حولها يذكرها بفقيدها .

ثم يعود الليل من جديدٍ لتجلس بترددٍ على سريرِها وتتذكر صلابتَها ومعاناتها اليومية ، وتصفق لنفسها وتقول لقد صمدتِ في تلك المعركة ، فأنتِ طوال يومك تتفوهين بكلمة أنا بخير وفي الحقيقة لستِ كذلك . 


إرسال تعليق

0 تعليقات