في عُمُق غُرفتي جالسةٌ مع نفسي أخالُ الكثير من الأخيِّلَه وأشعر بها تحتويني••
لا أعرف ماذا بذلك بعد ••ولكن في غضون اقل من الدقائق استشعر شيئًا ما في داخلي أشعر بأنِّي أخوضُ واحدةً من أصعَب وأقسى المحن في حياتي ••وأشعُر أنِّي سأَجِدُ معاناةً لأَستوجدَ حلولَها•••
في داخلي أثَرٌ أليم ••أثَرٌ كأَثَر حَرقٍ قَد مَضى عَليه الكثير من الوقت •••مع أنَّه قد شُفِيَ إلَّا أنَّ أثَرُه باقٍ•••
لا زلتُ هادئَةً أتَجوَّل في أرجاءِ الغُرفَةِ هائمةٌ بأفكارٍ لا حَصرَ لَها أَعيشُ عَوالِمًا مختلفه
فيا لهشاشتي وفَرطِ مشاعري حينما أنغَمس بعالمٍ غير الواقِع
ورغمَ بَقائي في مكاني إلا وكأنني في جولَةٍ هادئةٍ لا مسارات فيها
هاربةً من واقع لم يحظى بعد بما في اخيِّلتي البعيده عن الممكنات..
لكن فيها بهجَةُ العَيش وسعادةٌ صافيةٌ جدًا
الى أَن يَبدأَ شُعورٌ غريب بالسيطره عليَّ كأَنَّه سُمٌ ذا مغعولٍ بطيء تأثيرُه يَحدُث تَدريجيًا •• غير مَفهوم لكن كل كياني يصاب بالحزن
كنت حينها مُغمِضةٌ عينايَ ففتُحتهُما لينهارَ بعدَها سقف خيالي فسلاسل الواقع وجدت طريقها لي وأعادتني لكي لا ابقى في سهوٍ و وهم
عَبرت جَسدي مَوجَةُ قشعريرةٍ بارده وسَمعتُ حينها دقات قلبي وكأنها كالمُنبه العالق
أريد إسكات حاستي بها لكنَّها تَدق في أذُناي لتجعلني أكثر تركيزًا بالواقع•••
احتاج أَن أُلَملِمَ ذاتي لكنَّني لا أُدرِكُ سَبَب تَزعزُعي المُفاجئ هذا•••
أقول في نفسي لما ليس بإمكاني استيعاب هذا الواقع••• لما كان يَجب أَن يكون هكذا •••
تحاشَيتُ إغلاق عيناي مرةً أخرى وتعابيرُ وَجهي تذبُل كأنَّها تتأسَف على حالي و فوجِئتُ بأنِّي لا أقوَى على الحراك••• أمرٌ غَامِض أصاب أضلُعي وكأنَّني أريدُ البقاء ملتَصقةً بِمكاني لكنَّني أرغَمت نَفسي على التَّحرُك وغْرورِقَت الدموع بعينايَّ وأحسستُ بأنِّي مسلوبةٌ شيئًا ما وبأنَّني في فراغ يكادُ يستبدُّ بي ••• تعبٌ شديد هو من جمدني مكاني لبضع دقائق!!
فَهل بِمخرج من كلِّ هذا ولو بعد جهود مظنيّـه؟!
لازلتُ أسمعُ كَثيرًا مِن الأصوات وأولُها دقاتُ قلبي المتسارعه ••حتى لِمفاصلي طَقطَقةٌ ناتجةٌ عن حركتي المُتَثاقِله ••وفي أذني طنين يُقودُني الى التركيز لكل ما هو حولي
لكنَّني أصارعُ الأفكارَ التي تراودني وأتسائَلُ عمَّا يجري لي
غير أنَّني سرعان ما عاودتُ الجلوس وهذه المرَّة أخذت الكتاب بين يداي وقد كان يدور حول روايةٍ كلاسيكيةٍ مبهره فإذا بي أنغمسُ مباشرةً بها وأتقلَّبُ بين صفحاتها •• تَتالت الصفحاتُ ولم أشعُر مُطلَقًا بالخُمول وسرعان ما تحوَّل كل ذاك اليأس والتعب إلى صفاءٍ وشعورٍ بالراحه
كنت كمن تعيش قصة الروايه ••أحلام ورديه وامتلاكي لكل ما اريدُه ••
ولكن فجأَةً أبعدتُ أنضاري عن الكتاب واذا بي ولمرةٍ أخرى أتذَكرُ الواقع الذي أعيشُهُ
عاودتُ القراءة وأكملت من حيثُ توقفت لكن كل كلمةٍ تقف عاجزةً أمام الحقيقه
فَأدرَكتُ أنِّي حتى لو تعايشت الف قصةٍ في كتاب ورَقَشتُ في خيالي الفَ عالمٍ غيرِ الواقع وتوهمتُ أنَّني بشيء بينما انا بشيء آخر ••• لن يُغيِّرَ هذا أمرًا أعيشه•••
فالخيالُ يبقى خيالًا والواقعُ يبقى واقعًا
وأيقنت أني سُحبت إلى كل هذا الخيال وبأنَّ ما أَوصَل بي إلى هُنا ليسَ إلَّا من كل تلك الحوادثِ والصراعاتِ التي عِشتها بواقعي
كل تلك الأَيام القاسيه هِيَ الفاعِله بي هكذا •••أَتْلَفَت لي أعصابي آن ذاك لذلك لم أَكُن أتقبَّل الواقع
لم أَتَقبَّل كُل ذاك الخَراب وكُل ذاك التجريح••
كانت بعضُ الأَحداث تُطفئ آخر بريقٍ للأملِ كَموجةٍ تَنسف كل شيء•••
لكنَّني ومع هذا انتزعتُ نفسي من استغراقي في كل تلك الأَفكار ولم أَأخذ كل تلك الصراعات عُذرًا لاستكمال تخيلاتي•• فكما تأتي لحظات السعاده مَحتومٌ عليَّ أن أعيشَ الحزن وفي هذه اللحظةِ بالذات عليَّ إثباتُ نَفسي واستعادة قوَّتي وأن لا يَصل بي الأمر بأن أكون المحكومة عليها بالخيال•••
فأنا على يقينٍ بعدَ كل ما مَرَرْتُ بِه بأنَّ كل هذه الأفكار خَلقت بداخلي بصيصًا من الأَمل و مَنَحَتني فُرصةً كَي أَجعل شيئًا من أفكاري أمرًا ملموسًا أمامي ومَنحتني المُحاولةَ لجعل مُعظمِ تَخيُلاتِي واقعًا حيكَ بِثباتي.
0 تعليقات