كأنها الطبق، ارتطم بالأرض وتحطم، كأنها المائدة، ارتفعت
في الهواء ولم يمسسها أحد. كأنها عين قطة برية شاردة، لا
تجد اسمها في المعاجم، كنت أحاول النحت، لكن أظافري
تكسرت، كنت أحاول الوصف، ولكن مخيلتي بكماء، لا أعرف
تلك الماردة الملعونة في عينيك. تنظرين إلي فيسقط كل
شيء على سطح أملس، أقلق على حكايات تسقط، أقلق على
حيوانات المدينة حين تسقط، أقلق على أطقم الملاعق
والسكاكين وعلى محتويات الأرفف حين تسقط. كل شيء
يسقط حين تنظرين إلي، أريد أن أقيس وزنك تماما، أريد أن
أعرف ستة أرقام بعد الفاصلة، عشرة أرقام، ثلاثة عشر رقما.
أريد أن أقبض على وزنك تماما، لتكن أمينا أيها الميزان،
احسب عروقها، أعضاءها الداخلية، أنسجة الجلد حول
رقبتها، كميات الهواء في رئتها، رحلات الدم من وإلى قلبها،
حكايات السفر إلى روحها كل ليلة، أرجوك لا تهمل شيئا،
أريد رقما يخبرني عن حزنها، أريد رقما يخبرني عن بلدان
عينيها، عن مقادير المكونات الأولية اللازمة لإنتاج دموعها
التي سقطت على خدي قبل قليل، أريد إحصاا- تقادير
مفصلة عن معدلات استهلاكها للأوكسجين، الماء، الطعام.
أريد أن أعرف كل هذا، علي أطفئ بعضا من الحنين الذي
يشتعل داخلي الآن.
الحنين كبيرة جدآ بداخلي لا يوصفه الأحاديث.
#katebh_al_farraj
0 تعليقات