سمٌّ قاتل
هل فكرت يومًا أنك قد تكون القاتل الحقيقي لنفسك، وفي نفس الوقت الضحية التي ليس لها حول ولا قوة، و كل هذا بسبب الاندفاع نحو السمّ القاتل ألا وهو المخدرات، لربما لم تدرك يومًا خطورة المخدرات؛ لأنك لم تجربها، ولم تعرف أناسًا سبق وسمحوا لهذا السمّ أن يقتحمَ حياتهم، في هذا النص سأتحدث عن خطورة المخدرات، و سأقوم بالتوعية بشأنها من خلال استخدام الأسلوب الإقناعي المُدعم بالأدلة.
المخدراتُ يمكن تعريفها بأنها أدوية غير مشروعة يتم الحصول عليها بطرقٍ غير شرعية دون الحاجة الطبية لها، ودون استشارة طبية، ويُطلق عليها في بعض الأحيان مصطلح (أدوية الشارع)، وفي وجهة نظري هذا المصطلح مناسب جدًا؛ لأن المخدرات طريقٌ سيسري بك إلى الشارع، بل وسيجعلك مشردًا في الطرقات، ولن تستطيع أي كلمات أن تصف حالتك التي يرثى لها.
ستتحول سعادتك، وتلك الابتسامات، إلى سمفونيةٍ حزن وعذاب، أتريد حقًا أن يحدث معك هذا أو مع أي شخص آخر، الإجابة بالطبع ستكون لا، فتأثير المخدرات ليس بالأمر البسيط، فقد تؤدي الى مضاعفاتٍ صحية خطيرة.
وبحسب دراسة أُجريت حول العالم عام 2017م نُشرت في (مجلة عالمنا) في بيانات عام 2019م فإن استخدام المخدرات، والإفراط في تناول الكحول يؤدي إلى وفاة ما يقارب 350 ألف شخص سنويًا، كما أن استخدام المخدرات يُعد من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الوفاة في العديد من الدول حول العالم، وهذه المخدرات هلاكٌ حتميّ وانتحارٌ رسمي.
هل ما زلت تريد دليلًا يمنعك عنها، لك هذا، على سبيل
المثال في قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} ، وهذا لعله أعظم دليل على أن الله عزّ وجل أرحم بنا من أنفسنا، فكيف نتقبل أن نُشعلَ نيران الحطب حتى تشتعل بنا؟، فلنبتعد عن أسباب المخدرات منذ البداية حتى لا نغوص في أعماقها، ولا يتحول الفضول نحوها إلى إدمانه.
والأهم من ذلك أن نبتعد عن بيئتها، فأصدقاء السوء سيحاولون دومًا أن يغروكَ بملذاتها، فتبدأ الوقوع بمرحلة التجريب ، وتستخدمها بكمياتٍ بسيطة، ومن غير شعور ستدخل لمرحلة الاستخدام المنتظم، ثمّ بلا أي سابق إنذار ستدخل لمرحلة الخطر، ثمّ إلى مرحلة الاعتماد، وتصل إلى آخر نقطة، وهي مرحلة الإدمان، أو يجدر بي القول عنها مرحلة الموت، فقد ترديك قتيلًا.
ما عليك فعله يكمن في أن تبتعد عن العوامل المسببة لوقوعك في شرك المخدرات، وعليك أن تقرأ كثيرًا عنها حتى تُحلّق في روحك التوعية، والمعرفة حول أهمية الحفاظ على النفس البشرية، فعندما تدرك أهمية روحك لن تتجرأ على فعل أبسط شيء قد يضرها.
في الختام أنت أقوى من هذا السمّ، عليك أن تقتنع بذلك وتصدقه، وأن تؤمن أن روحك ونفسك أهمّ من أن تلقيها في شرك هذه الأدوية القاتلة، لا تخلق داءً لك ظنًا منك أنه دواء، ولا تثق بمن قد تظنهم أصدقاء، فإن عَرّفوك بهذا السمّ القاتل فهم أشد الأعداء.
0 تعليقات