فلذةَ كَبَدي
ها أَنا أَخُطُ إِليكَ عِباراتي وَ خَواطِري، واعلَمُ أنَّها لَنْ تَصِلكَ يا مَن تَمَلْكتَ فَؤادي، ويا مَن بعدَ مَوتِه أَصبحتُ طِفلَةً تَشعُرُ بِتَيَتُمِها.
إني اشتاقُ إليكَ ولأحاديثكَ المَليئَةِ بالحبِ والحَنانِ و أشعُرُ بِأَنَني بِحاجةٍ إليكَ وأَشعرُ أَنني أَشتاقُ لِلبُكاءِ بينَ يَديكَ لكنني لا أجِدُكَ فَأنزُوي في قوقَعَتي في سبيلِ أنْ أَبوحَ عما في أعماقي وأُحدثكَ، تَفكيري بِكَ مُستمرٌ ولا يَتَوَقف حَتى للحظاتٍ وحَنيني إليكَ قَد خابَ لأنكَ لَم تَعد !
إني اشتاقُ إَليكَ ولبسمتكَ وحِوارك وجَلساتكَ اشتقتُ لِصوتكَ وملامحكَ واهتمامكَ، وكُلما مَرت السِّنينُ تزدادُ حَاجتي لوجودكَ معي، حقًا إنني أحتاجكَ اليومَ أكثرَ من أي يَوم كي تَدعمني وتحتضنَ هَزائمي كما كنتَ تَفعلُ دومًا.
مرَت الأحداثُ تلوَ الأُخرى دونَ وجودكَ معي، وأحبُ أن أُخبركَ أنني لَن أنساك، وأنَ صورتكَ لا زالتْ مَحفورةٌ في مُخيلتي وفي حقبةِ ذكرياتي.
أنا أعلمُ أنكَ رحلتَ ورحلَ الكثيرونَ معكَ لكن لا اعتراضَ على أمر الخالق فهذهِ هي سنةُ الحياة.
أتدري ما الذي حَصلَ بي بعد رحيلكَ ؟!
لقد إنطفأت الشمعة التي كانت تُنير دَربي، وتزيلُ همومي، ورُغمَ رحيلكَ عني إلا أنني أشعرُ بكَ في كلِ مكان، وفي كلَ فرحةٍ وزَمان، واُكلمكَ عمَّا يَجولُ في خَاطري وأشكو لك حزني.
أتعلمُ يا فلذةَ كَبدي إنني ما زلتُ أسيرُ على نهجكَ، صحيحٌ انكَ رَحلت لكن قضاءُ اللهَ لا مفرَ منهُ، وإنني على أملٍ كبير باللقاء بكَ في الآخرة، فيالله يا رَحيم إرحم فلذةَ كَبدي وبشرهُ بجنةٍ عَرضُها السَمواتِ و الأرض.
0 تعليقات