المقعد الخشبي
بين عواميد الزمان ورياح السنين نركض أنا وأنتَ بين رماد ذكريات خطَّت بكلَّ مكان يجمعنا. مقهى المدينة والطاولة المركونة في الزاوية . رصيف مع صوت أقدامنا على المطر وكأنها نغماتٌ سينفونية ، مع كل قطرةٍ نسمع رنين كلمة "أحبّك" . مقاعد جامعية حفظت ملامحنا والكثير الكثير ....
في أحد الأماكن ، بمقعدٍ في حيٍّ كما يقال عنه شعبي، يومٍ ربيعيّ مليئٍ بالحرية، و "نحن". أراكَ اليوم مختلف، عيناك هي من تزرع الورود داخلي ، كم أودُّ البقاء دائماً ، خوفي من فقدان هذه اللحظات تجعلني لا أبعد نظري عنك وكأني أحفظُ تفاصيلك بدقة .
لستُ متشائمة كما تدَّعي أنتَ، إنما حاستي السادسة وشعوري بوجوبِ الإبتعاد، إنما من دواعي سروري المحاربة لأجلك فبالنهاية أنتَ سلامي ومأمني.
مقعدُ خشبي حفرنا عليه وعدنا ، تجمّد عليه دمع الوداع بعد كلِّ لقاء. كم أشتهي البوح لك أن اللقاء لا يتطلب قهوة، اللقاء عيناك والقهوة حجة.
واليوم ، على هذا المقعد أعلِن عودتي، دون شغف ، دونك تحديداً.
وها طيفك قادم نحوي ، لا داعي لتكملة الحديث فإننا منتهيون بالمختصر.
0 تعليقات