كائن فضولي
انا يا سيّدي ضحية الفضول، في كل مره أتعرف فيها على أحدهم لا استطيع سوى أن أعرف عنه كل شيء، كل شيء بالمعنى الحرفي للجملة: ماذا يحب، ماذا يكره، ما هي تفاصيل يومه، وغيرها الكثير من الاسئله التي تراودني عنه
أكثر الأُناس الذين يثيرون استفزازي هم اولئك الغامضين
الذين لا يحبون مشاركه الخصوصيات مع الغير.
يا سيّدي الفضول عباره عن وسواس قهري، شيء لا يمكن لأي أحد التحكم به، شيء يحصل لا إرادي، يحصل دون إستئذاني حتى، أحياناً أتخيله كالمرض، نعم نعم كالمرض : يزداد مع الايام وينتشر إلى ان يتمكن مني من جميع النواحي.
أصبحت الآن لا أستطيع سوى أن احاول معرفة كل صغيره وكبيره، أدركت لاحقًا انه شيء مؤذي بطريقة بشعة لانه قد تُصدم بأشياء لم تكن تتوقعها قط، و تتوهم بأشياء إستحاله لها أن تحصل.
لهذا السبب لا تعطي الفضول الحق له بأن يجرئ و ياخذ بك الى ابعد من مساحتك الشخصية، دعك من التطفل.
فهمت لاحقًا انه لكل شخص شيء ما يسمى بما وراء الكواليس لا يعرفها احد سواه: يضع بها أسراره، النواحي المُخبأة من شخصيته، ضغوطاته ومشاكله، مكبوتاته.
لا تتفاجئ من رده فعله الشرسه تجاهك عندما تحاول التطفل على ما وراء كواليسه، لأنها بمثابة جوهره لا يحب أحد منا ان يقترب منها أحد.
انا على يقين انه انت ايضًا لديك الصندوق الأسود الذي تخبئ به جانبك الأسود، أعني بالأسود (الغامض) و على يقين أيضًا انك لا تسمح لأحد بالاقتراب منه.
لذلك إشغل نفسك بنفسك، بحياتك، بطموحاتك، بمستقبلك واترك الخلق للخالق، واترك الأيام تعرفك على الناس 🤍
بعدها سوف تتذوق حلاوه الراحه النفسيه، يا إلهي كم هي جميله تلك المرحله التي تصل لها عندما لا يهمك ان تعرف أي شيء عن أي شخص، تصل حينها بالإكتفاء بنفسك وأسرارك.
0 تعليقات