تَخيل يا عزيزي أنْ تُحِبكَ فتاةٌ ترفضُ مبدأ الحُبِّ شكلٍ قطعيٍ، تخيل أنها تخلتْ عن مبادِئها و حَملتكْ بينَ أضلُعِها و أهدتْكَ جنانها كمستقرٍ لكَ، تخيّل أنْ تهواكَ فتاةٌ أَرهَقتها السنينُ العجافُ، أحرقتْ روحها الأحداثُ المتتاليةُ و أنسكَبَ على فُؤادِها الكمُ الهائلُ من الوجمِ الذي يكفي لإذابةِ الروح و الأخذِ بها إلى الهَلاك و بالرُغمِ من كُلِّ هذا سمحتْ لكَ أن تمُرَّ بحياتها و تسكنَ في ثنايا وجدانِها، مُعجزةٌ يستحالُ تكرارُها أنْ تُحِبكَ فتاةٌ يسكُنُها الخوفُ و الرَهبةُ من الحُبِّ و تواليهِ.
فكيفَ يعِزُ عليكَ أنْ تُحطِمَ آمالها بعدما جعلتْ منكَ إحداها؟ كيفَ هانَ عليكَ الإستخفافُ بمّا كنّتهُ لكَ من مشاعِرٍ؟ و كيفَ أستطعتَ أنْ تُشعِلَ نيرانَ الحُزنِ و الندمِ في جوفها؟
ما الذي بدَرَ إلى ذهنكَ لتقومَ بالإبتعادِ عنها دونَ أسبابٍ مُقنعةٍ؟ لماذا رحلتَ عنها بالرُغمِ من كُلِّ الهيامِ و الإهتمامِ الذي باحتْ لكَ بهِ؟ أعزّ عليكَ كَسرُ تلكَ الفتاةِ اللينةِ ذاتِ القلبِ المُرهفِ بالعواطِفِ لكَ؟
و الآن بعدَ فواتِ الأوانِ لن يستطيعَ الندمُ ولا الجوى إعادتك إليها، فهي ما عادتْ كاللتي عرفتها سابِقًا، غيّرتها الأيامُ كثيرًا فباتت اللينةَ القاسيةِ، المُحبةَ المُتخليةً و الباكية المُضحكة، عودتك الآنَ لن تعيد مشاعِرها السابقةَ ولا شغفها الأول، فإنْ حنتْ لكَ قليلاً و سمحتْ لكَ بدخول حياتها مُجددًا، لن تَرى شيئًا مما رأيتَهُ سابقًا، فالمشاعرُ تلاشت، الروحُ ذبلتْ، العينُ جفّتْ قبل حينٍ من الدهرِ بسببكَ أنتَ، لذا لنْ تُجازِف بالمحاولةِ لأجلكَ مرةً أُخرى.
الآء عبد الجبار كايد
0 تعليقات