إنضم لنا

مجلة مبادرة ادعم موهبتك

ذكراك، بقلم :طيبة السامرائي

 ذكراك 

أبحث بين كومةِ الرسائل، أفتشُ عن صدىً لك ولا أجد، أخافُ أصواتاً ضجتْ من دونكِ، وهمساً حلَّ ها هُنا وارتحلْ، ولم يترك منكَ أثر.. 

أهابُ أنا سُكونكَ الجافي، وهجرُك المُوجع، 

أهابُ طريقاً مشيناهُ يوماً، وقدْ جِئتُ هذه المرّة انتحبُ فيهِ لوحدي، .. 

كيف تبدو السنينُ عابرةً من دونك، مُسرعةً تَخلو منك، يتربعُ في صدرها عبير أيامك، ويترنحُ في لَهوها وشُغلها ما تركتَ بعدكَ من الذكرى.. 

أنا هُنا .. أُعدها، تلك الثّواني، الأيام، الساعات، .. 

كأنني نسيتُ! .. وكأنكَ أتيتُ ك إكسبايرٍ على عُلبة، قد انتهى مَفعوله!.. مؤلمٌ هوَ قربهُ، مُمرضٌ تجرعهُ بعد أنِ انتهى.. 

الجرحُ يا صاح!

إن غرستهُ في ثنايا قلبٍ احتواكِ، فاحرص أن تكونَ هادئاً، لملمْ بعدكَ غُبارَ كُلّ الأثر، وامحُ شعثَ الذكرى، ثم ارحل ساكناً علَّ الذاكرةَ تأخذ مُنحنىً أخر وتُزيلكَ من طَيّات الأيام، .. عَلّها تُنسيني!

بعد هذا كُله، كيف تُظنّ أن يكون لقائنا؟ 

حميماً تحت شجرة! .. 

أم كالحميم نلتقي لنتشاجر!. .. 

ثمّ نعود!.. 

أراهُ سيكونُ بارداً، كملحٍ وُضعَ على جُرحٍ قد فُتِح، وأعينٍ قد باحتْ بمَ أرادَ قلبٌ، قد صاغَ وشعرَ، توّجع وانتحبْ، ثم عجز أن يُبدي ما تَمّنى، ..

للهِ درُّ العين! بنظرةِ سُكونٍ هَيّجتْ شعثَ ما كانَ، ورسمتْ طريقاً ملموساً لقلبكَ كما أرادتْ !

طاب مَساؤكَ صديقي!


إرسال تعليق

0 تعليقات