"ولكنني قررت الإبحار معك ظناً منّي بأن الحب يصنع المعجزات" كان أيضًا مِنَ الْممكن أنْ تُحِبُّني بِلا شُروطْ، ولا تَوَقّعات، بلا خَيْبات ولا حَتى هُجْرانْ، حُبْ لِلْحُبّ ذاتِه، كَان يَجِبْ أنْ أَنَامَ عَلى وِسادَتِي مُوْقِنَةٌ أنَّ قلبي في مَكانٍ ما لنْ يَتْرُكَهُ أَبَدًا، وعِندَما أَرَدْتُ الْأمان وجدتُ قلبي سائرًا لكَ دونَ النَّظر لِأيّ شيءٍ، لقَدْ كنْتُ بِحَق لا أرغبُ في أَيّ شيءٍ آخر غيرَ غُرازَةِ صوْتِكَ وخُشوْنتِهِ الْمُتَواصِلة، لا يقطعه شيئًا ابدًا، ليتَ التَّفكيْرُ بكَ يتَوَقّف وَلو لِدَقائِق، ألا تشْتَاق إليّ؟ أَلَمْ تشتاقَ إلى صوتِي وضِحكَاتي الْمتعالية في مكالمَاتنا، أَلا تشتاقَ إلى مزْحاتِي السّخيفة الّتي كنْتُ أقولها قصدًا لتقول لي "بس يهبلة"وأشياءً مِنْ هذا القبيل، أحببْتُكَ؟ يَسْألوْني لِمَ أَحببْتكَ وليسَ للحبِّ سَبب! فأنتَ الْوحيد الّذي جذبتَ أنظاري إليكَ، لفتّ إنتباه قلبي، لفتّ تفكير عقلي، فلَمْ تكنْ وسيمًا، ولٰكِنَّكَ في نظَري كانَتْ وسامتَك تتعدّى الْحدود، وكأنّكَ خُلِقْتَ لِأقع بحبكَ أبد الدهر، أنني لا أُحِب فيكَ رجلًا تسلّلَ إلى أعماقي يومًا وأَخَذ بعضُ سنواتِ عمْري ورحَل، إننّي أُحبُّ فيكَ زمانًا واسعًا مِنَ الأمن والصفاء، لقد أحببتُ فيكَ لحظاتَ صدقٍ لا أسْتَطيعُ أَنْ أعيشَها الآن، أحْبَبتُ فيكَ زمانًا منَ البراءةِ في غابةٍ متوحشَة، أحْبَبتُ فيكَ عُمْري وزماني الذّي لَنْ يَعُودْ، ومرّ بعدَكَ الرّجال في قلبي مِثلَما يمرُّ الْماء تحتَ الْجِسر،.لا يَتَوقّف لحظة أبدًا، أترَى الْلّمعة الإِستثنائِية في عيْنَاي، وذٰلكَ الإِحْمرار على وجنتيّ،يتواجدوا فَقطْ في وُجودكَ، أمَا زِلتَ تَخُون وتهْجُر،وتسأل إنْ كنتَ تَعني لي شَيْئًا، أنتَ كُلّ شيءٍ يا هذا، لَقدْ كانَ مجيئُكَ مجيءُ الْسلام لِقلبي،رغبتي فيك كانت حقيقية جدًا، لم أكُن عندها تحتَ تأثير أُغنية أو ما شابَه، كنتُ أدرك و أعي بأني أريدك، بطريقة أعمق مما أَظُنْ، وتظُنْ، افكّر بكَ بكُل ثانية، وهذا،يُلوّن كلّ شيءٍ اقولُهُ وأَفعله، الآن و بِمرور الْوقت، أدركتُ أنني لم أكُن سواء شخصًا عابرًا في حَياتك،نتَقابل صُدفة ثمّ نتفارَق على أمَل اللّقاء مِن جَديد،ربّما لم أكُن مميّزة بقدرٍ كافٍ لِأكون شخصكَ الْمُميّز،حينها لجأتُ إلى العُزلة لِأتفادى ذلكَ،بالْخَيال استطعتُ أنْ أخلُقَ حياة أُريدُها،تفائلتُ رغمَ التشاؤُم الذي كانَ يُحاصري مِن جَميع الجِّهات،في داخلِي شُعور مُتناقِض،أُريدُكَ أنْ تَكون بعيدًا وقريبًا مني في آنٍ واحد،أتجاهَلُكَ وقلبي لا يَنفَك ويذهبُ،لَم أفقِدُ أحدًا بِحجمِ إفتِقادي إليكَ، كَمْ كانَ صعبًا ذهابَكَ عنّي وصعبًا أنْ أعتاد عليه،لَم أعُدْ أكْترِثَ بشيء،أصبحتْ العشوائيّة تأخُذُ المُنحنى في حَياتي، تنهيدةً بين كلّ ثانية والأُخرى ممزوجةٌ بخذلتكَ وحزنْ،لا بأْس فالْحَقيقةُ مؤلِمة، لا أحدْ يَعلَمُ بِحجمِ الحُبّ الذي بداخلي سوى *دبدوبي الأحمر*لأنهُ الْوَحيْد الذي كانَ يَرى ابتسامَتي الدّائِمة على وجهي عند محادثتي معكَ، آه، لا يمكِنُني في هذهُ المرحلة أنْ أَتَحمّل وحشيّة حبّك، بِداخلي الْعَديدُ منَ الصّراعات، كنتُ أُحاولُ أنْ أجيد الاصطناعَ وفي جوفيْ اضطراب أمواجَ البحْرِ وزِلزالًا لا نهايةَ لهُ، يتَسلّلُ الْوجع والقهر إليّ وما زِلتُ أُحاولُ النُّهوض، ليتَ التّفكير ُبكَ يتوقف ولو لِدقائق، فكلّ أمرٍ أصبحَ مُبالغًا به، الكثيرُ منَ التفكير دون الإستِفادة، يشحب وجهي ويغيّر مَلامِحي لشخص لا أعرفه، حقًًّّا كأنني بلا شُعور، حتى النّوم تمنيته ولو كانَ قليلًا فهو ذاهِبٌ عن عَيْني طويلًَا، كان إنشغالي بكَ حبلٌ يخنُقُ عنْقي ولا ينتهي، فيضان مُنْدَمج في قلبي وخارِجهُ، وكأنّ تفكيري بكَ بعمل شاقّ، اشبهُ بتحريك صناديقٌ ثقيلة من أماكِنِها إلى غرفةِ البيتِ العلوية، ليتني تعلمت الإستِغناء والْفقد، أراكَ بكلّ وجهٍ يُطالعني، وجهكَ الّذي أحملَهُ فوق صفحةَ عيني، كالخطيئة يُعَذّبني وأعجز عن محوِه منّي، لا أحتاجَ منكَ سوى الرَّأفة بي حتى في التّخلّي. نعم، نعم أحتاجكَ يا قصَّتي الْخَياليّة، لأنكَ كنتَ الوحيد الذي أحببته، لستُ كالمُعتادة، بدونكَ أشعُرُ وكأنّه لا يمرُّ الوقت، يمضي بِبطءٍ أشدّ من البطءِ، وأشتاقُ إليكَ وإلى ضحكتِكَ، ولٰكن لا بأس، فَلا بدّ منَ الإعْتِياد. ألمْ تشتاقَ إليّ، أنا أعْلمُ أنّ المُحبْ لا يَتَخلّى أبَدًا.
الكاتبة حنان العلمي
0 تعليقات